نشب حريق مفاجئ في غابة تطوان في الأيام الأخيرة، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب المحتملة لهذا الحريق الغامض، خاصة وأن الظروف الجوية لم تكن تتماشى مع تلك التي تشهدها المناطق الغابوية عادة في فصل الصيف.
فالمنطقة عرفت أجواء باردة وتساقطاً للأمطار، ما يجعل اندلاع حريق في مثل هذه الظروف أمراً غير معتاد.
منذ اندلاع الحريق، يوم الأحد 5 يناير الجاري، لم تقدم الجهات الرسمية أي بلاغ مفصل حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث المثير للشكوك.
الغموض الذي يلف هذا الحريق يثير العديد من الأسئلة، خاصة أن الحوادث المشابهة في الماضي كانت تتسم عادةً بمزيد من الشفافية في الكشف عن ملابساتها. فمن الملاحظ أن الهيئات المعنية لم تكشف حتى الآن عن التفاصيل المتعلقة بالتحقيقات الجارية، أو أي مؤشرات أولية قد تفسر كيفية اندلاع الحريق في ظل ظروف الطقس الحالية.
الغريب في الأمر أن الحريق تزامن مع تساقط الأمطار على الإقليم، وهو ما كان له دور محوري في إخماده بسرعة. الأمطار التي هطلت على المنطقة ساعدت في احتواء الحريق ومنع انتشاره بشكل أكبر. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا اندلع الحريق في وقت كانت فيه العوامل المناخية بعيدة عن تلك التي تشهدها الغابات عادةً خلال فترات الجفاف والحرارة المرتفعة؟
على الرغم من جهود فرق الإطفاء وعناصر المياه والغابات الذين تمكنوا من السيطرة على الحريق صباح الاثنين 6 يناير الجاري، فإن العمل لا يزال جارياً لتحديد الأسباب التي أدت إلى نشوبه. كما أكدت السلطات أن هناك عملية حصر للمساحات الغابوية المتضررة من الحريق، إلا أن الصورة الكاملة للموقف تظل غير واضحة.
الجهات المعنية، خاصة وزارة الفلاحة والمياه والغابات، تواصل تحقيقاتها في الحادث، لكن التزام الصمت حيال الأسباب الحقيقية يثير القلق والتساؤلات حول ما إذا كانت هناك عوامل أخرى قد تكون وراء الحريق، سواء كانت بشرية أو طبيعية.
الحقيقة التي يجب الإشارة إليها هي أن غابات شمال المغرب، ومنها غابة تطوان، تشهد في السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الحرائق، سواء نتيجة عوامل مناخية أو أفعال غير قانونية مثل الإضرام المتعمد. وهذا ما يجعل الحريق الحالي في تطوان مثاراً للريبة خاصة في ظل غياب توضيحات رسمية فورية.
ويبقى لحدود مساء اليوم الاثنين، الغموض يحيط بهذا الحريق حتى تكشف التحقيقات عن ملابسات نشوبه. في انتظار ذلك، تظل أسئلة كثيرة معلقة حول ما إذا كان هذا الحريق مجرد حادث عرضي أم أن هناك أسباباً أخرى تقف وراءه.