في مشهد مأساوي هزّ الرأي العام المحلي، أقدم المعتصم “بوعبيد” على محاولة انتحار صادمة فجر اليوم السبت، بعدما قضى أكثر من أسبوعين فوق خزان الماء بجماعة أولاد يوسف، في اعتصام احتجاجي تحوّل إلى كارثة إنسانية. الحادثة التي خلّفت إصابات خطيرة في صفوف المعتصم وعناصر الإنقاذ، أعادت فتح الجدل حول آليات التعامل مع الأزمات النفسية والاجتماعية، ومحدودية التدخلات الوقائية.
في حوالي الساعة 2:35 صباحاً، لفّ “بوعبيد” حبلاً حول عنقه وألقى بنفسه من أعلى الخزان، في محاولة يائسة لإنهاء معاناته. ورغم انقطاع الحبل أثناء السقوط، فإن ارتطامه بهوائية الإغاثة تسبب له في إصابات حرجة، نُقل على إثرها إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، حيث لا يزال بين الحياة والموت تحت العناية المركزة.
لكن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، فخلال محاولة إنقاذه، تعرّض أحد رجال الوقاية المدنية لاعتداء عنيف من قِبل “بوعبيد”، الذي قام بضربه وإلقائه من الخزان، مما أدى إلى إصابته بجروح مقلقة. كما أصيب أحد أفراد القوة العمومية بضربة شديدة في الرأس، ما يطرح تساؤلات عن ظروف التدخل وغياب آليات التعامل مع الحالات النفسية المتوترة.
غضب واستنكار
أثار الحادث صدمةً واسعةً في أوساط السكان والمجتمع المدني، حيث انتشرت دعوات عاجلة لتحقيق شفاف في ملابسات الحادثة، خاصة بعد أسابيع من الاحتجاج الذي لم يُستجب لمطالبه بشكل كافٍ. وناشدت جمعيات حقوقية الجهات المعنية بـ”تحمّل مسؤولياتها”، مؤكدة أن “التقصير في تدبير الأزمات النفسية والاجتماعية حوّل احتجاجاً سلمياً إلى مأساة إنسانية”.