جريدة

هذه حقيقة الأخبار والمنشورات الزائفة التي تم رصدها بخصوص تغطية أحداث “زلزال الحوز”

عقب الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز الجمعة الماضي، أصبحت الشائعات والأخبار الزائفة تنتشر بشكل واسع، مما دفع وكالة المغرب العربي للأنباء لتتبع هذه الأخبار والفصل بين الزائفة منها والصحيحة.

ومن بين الأخبار الزائفة التي تم رصدها وفق الوكالة، تلك المتعلقة بمقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر انهيار بنايات في مدينة الدار البيضاء، حيث تبين بعد التحقق منها أنها قديمة وتعود إلى حادث انهيار منزل بتاريخ 26 دجنبر 2022.

في نفس السياق تم نشر صور لمنشآت مينائية متضررة وانقلاب سفن على الأرصفة، إلا أن الحقيقة أظهرت أن هذه الصور تعود إلى مناطق خارج المغرب وتتعلق بكوارث طبيعية أخرى في العالم.

رصدت وكالة المغرب العربي للأنباء كذلك تدوينات تزعم أن ضحايا الزلزال كانوا ممددين على الأرض أمام مراكز العلاج بسبب نقص الأماكن، مشيرة إلى أن مندوب الصحة بمراكش نفى في تصريح له ذلك وأكد أن المستشفيات تعمل بكامل طاقتها ومستعدة لاستقبال المزيد من المصابين.

من بين الأخبار والصور المزيفة التي تم رصدها كذلك، تلك المتعلقة بتداول صور لحواجز إسمنتية بعد الزلزال بمدينة مراكش، حيث تبين أن هذه الصورة نشرت قبل وقوع الزلزال بيومين.

في نفس الإطار تم نشر صورة تنسب لموقع إخباري وطني تدعي دعوة المغاربة إلى مغادرة المنازل خوفا من هزة أرضية جديدة، قبل أن يتبين أن هذه الصورة مزيفة ولم ينشر الموقع الإخباري المذكور أي خبر من هذا النوع.

علاقة بالموضوع، تم ذكر أن أرباب النقل العمومي بإنزكان قاموا بفرض زيادات غير قانونية في تعريفة النقل إلى مدينة تارودانت، الأمر الذي نفته السلطات المحلية، التي أكدت وجود حالة معزولة تتعلق بشخص أصر على سائق سيارة أجرة من أجل نقله إلى منطقة أولوز بسعر إضافي، وهي الحالة التي أعقبها تحقيق من لدن لجنة مختصة.

وأوضحت السلطات أن شخصا أصر على أن يقله السائق إلى منطقة أولوز، وهي بلدة تقع على بعد 40 كيلومترا من آخر محطة لسائق سيارة الأجرة، ما دفع هذا الأخير إلى مطالبته بمبلغ إضافي للتعريفة الأصلية، وإثر ذلك انتقلت لجنة مشتركة إلى عين المكان لتقصي الموضوع.

ومن بين الأخبار الزائفة أيضا، جرى تداول شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي حول تعليق مزعوم للدراسة على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية في إطار الحداد الوطني الذي تم الإعلان عنه، وهي معلومة كاذبة، ويتعلق الأمر بخبر كاذب ناتج عن تفسير خاطئ أو مُحرف للتدابير المتعلقة بالحداد الوطني، ولم تعلن القطاعات المعنية عن أية إجراءات في هذا الاتجاه.

ومن بين الأخبار الزائفة التي تم ترويجها؛ مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن مشاهد لطفلين ناجيين من زلزال الحوز يبكيان بسبب الجوع، إذ تم تسجيل الفيديو الحقيقي قبل 6 أشهر في أفغانستان يتحدث فيه الطفل والطفلة باللغة الأفغانية مع الشخص الذي التقط الفيديو.

وتداول مستخدمو شبكة الإنترنيت أيضا صورا نسبت لعالم الزلازل فرانك هوجربيتس تحذّر من حدوث زلزال آخر في المغرب، وهي صور مغلوطة لا أساس لها من الصحة. ونفى خبير الزلازل، على حسابه الرسمي على منصة “إكس” تلك التوقعات المنسوبة إليه، مبرزا أن إجابته كانت تتعلق بالزلزال الذي وقع يوم 8 شتنبر الجاري في إقليم الحوز، والهزات الارتدادية الناتجة عنه.

ومن بين الأخبار الزائفة أيضا، مقطع فيديو منتشر على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر رضيعا حديث الولادة عاريا انتشل من تحت الأنقاض،إذ هو في الحقيقة مقطع قديم، تم نشره في ماي سنة 2019 لطفل متخلى عنه مباشرة بعد الولادة.

ومن بين الأخبار الزائفة المتداولة أيضا، هناك خبر وفاة ستة أشخاص كانوا يساعدون رجال الإنقاذ، وذلك إثر سقوط صخور جبلية على طريق تيزي نتاست، الذي يربط مراكش بتارودانت، في حين نفت السلطات المحلية بشكل قاطع صحة هذه المعلومات المتداولة.

ويتم أيضا تداول صورة على شبكات التواصل الاجتماعي معطيات يزعم مروجيها أن السلطات أغلقت الطرق المؤدية إلى القرى المتضررة وتطالب المواطنين بتوجيه تبرعاتهم نحو مؤسسة محمد السادس؛ وهو خبر زائف، إذ نفت مصادر مأذونة هذه الأخبار بشكل قاطع.

وتم كذلك تداول معلومات على شبكات التواصل الاجتماعي تزعم تعفن جثت ضحايا في العراء وتحت الأنقاض، في حين أن ذلك غير صحيح، حيث تم وفق وزارة الداخلية دفن جميع الجثث التي انتشلت من تحت الأنقاض.

وخلال روبورتاج تلفزيوني تم بثه أمس الثلاثاء على قناة “دوتش فيل العربية” قيل إن دوار “تولفيتين”، التابع للجماعة القروية “أنوكال” بإقليم الحوز، لم يتلق حتى الآن أي مساعدة حكومية، إذ كشفت عمليات التحقق إلى أن “هذه المعلومات خالية من أي أساس”.

وكشفت العمليات أن الوضع في هذا الدوار يشمل 14 أسرة، و14 خيمة موزعة، و60 حزمة غذائية موزعة، و50 غطاء تم توفيره.

كما يعتبر خبر إرسال قطر للحاويات والمقصورات التي تمت تهيئتها لاستقبال لمشجعين الوافدين على هذا البلد خلال مونديال 2022، لإيواء المتضررين من زلزال الحوز، حسب فيديوهات وصور مركبة تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي زائفا هو الآخر، إذ أن مواكب الحاويات والمقصورات الظاهرة في مقطع الفيديوهات هذه قد تم شحنها من قطر إلى تركيا لإيواء ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير الماضي.

ويتم تداول مقطع فيديو آخر زائف يدعي مروجيه تمكن فريق الإنقاذ الإسباني من انتشال طفل مازال على قيد الحياة بين الأنقاض في جماعة متضررة من الزلزال، بينما في الحقيقة هو يوثق عملية الإنقاذ التي تم تصويرها في فبراير الماضي في تركيا بعد الزلزال الذي ضرب جنوب شرق البلاد.

في نفس الإطار دائما، تداولت مؤخرا بعض المواقع والصفحات على منصات التواصل الاجتماعي خبرا مفاده اتخاذ “المصالح الأمنية المشتركة تدابير عاجلة”، منها “منع إرسال جميع المساعدات إلى المناطق المتضررة، بهدف توجيهها حصرا إلى مستودعات مؤسسة محمد الخامس للتضامن في مراكش”، حيث نفى مصدر أمني مأذون في اتصال بوكالة المغرب العربي للأنباء، كل هذه الأخبار الزائفة.

خبر آخر تم تداوله في نفس السياق مرتبط بما سماه مروجوه “قرارات المصالح الأمنية المشتركة” والمتعلق ب”العمل، على وجه الاستعجال، على إخلاء جميع الزوار الذين ليس لهم صلة بالمناطق المتضررة”، تبين كذلك أنه خبر زائف وفق ذات الوكالة.

من جهة أخرى أشارت مقاطع فيديو ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مجانية استعمال الطرق السيارة بالنسبة لقوافل المساعدات المتوجهة إلى المناطق المنكوبة، ما دفع الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب إلى تقديم توضيحات في الموضوع، من خلال بلاغ أكدت فيه على أن “الإيرادات المحصلة من مركبات نقل المساعدات سيتم تحويلها إلى الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال”، مضيفة أن هذه المبادرة “مستقلة عن المساهمة المالية للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب للصندوق المذكور، وذلك استجابة للجهود التضامنية التي يقودها الملك محمد السادس وكذا التعبئة الوطنية من أجل دعم الساكنة المتضررة”.

إضافة إلى ما سبق زعمت مقاطع فيديو ومنشورات وتعليقات تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي أن أمواجا عاتية ضربت أمس الأربعاء واليوم الخميس سواحل مدينة سلا، على إثر زلزال الحوز، قبل أن تكشف عمليات التحري، التقني والبصري، التي أجرتها وكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن المقاطع الفيديو هاته قديمة، مؤكدة أنه تم تصويرها ونشرها قبل سنوات عديدة من وقوع زلزال الحوز.

وإلى جانب ذلك، فقد تم تداول تسجيل صوتي لمعلمة يثير الانتباه إلى عزلة دوار كلمان وعدم إيواء سكانه المتضررين، وتدعي صاحبته أنه لم يتم نقل المساعدات إلى بعض الدواوير بجماعة إمين دونيت، وأن السلطات لم تصل بعد إلى هذه المناطق، وهي ادعاءات لا أساس لها من الصحة، بالنظر إلى أنه تم نصب الخيام وتوزيع المساعدات على مستوى الدواوير والمناطق المعنية، بفضل مساهمة جميع المتدخلين المعبئين لهذا الغرض.

ومن جهة أخرى، تم كذلك تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مشاحنة بين منتخب ورجل سلطة، يدعي أنه يتعلق بتنسيق عمليات الإنقاذ والمساعدة، حيث أتبثت عملية التحقق، التقني ومن مكان وزمان الحادث، التي قامت بها وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا الشريط  يعود تاريخه إلى دجنبر 2020، خلال تفشي جائحة كوفيد-19، خاصة وأن رجل السلطة أثار خلال هذه المشاحنة حالة الطوارئ التي تم فرضها آنذاك  لاحتواء الوباء.

وبالإضافة إلى هذا، فقد تم تداول خبر مفاده أن المصالح الأمنية المشتركة اتخذت تدابير عاجل، منها منع إرسال جميع المساعدات إلى المناطق المتضررة، بهدف توجيهها حصرا إلى مستودعات مؤسسة محمد الخامس للتضامن في مراكش، وفقا لمنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي الأخبار التي تم نفيها جملة وتفصيلا من مصدر أمني مأذون.