طور باحثون من كوريا الجنوبية رقعة إبر دقيقة مستوحاة من لسعة النحل، تتيح إيصال الأدوية عبر الجلد بشكل مستمر وطويل الأمد، دون الألم المصاحب للطرق التقليدية.
وجاء هذا الابتكار نتيجة دراسة قادها البروفيسور “وونكو كانغ” والدكتورة “سوهي جيون” من كلية الصيدلة بجامعة تشونغ آنغ، بالتعاون مع الدكتور “جون هو جونغ” من كلية الطب في نفس الجامعة.
وتعتمد الرقعة الجديدة على تقنية تُعرف باسم “الإبر الدقيقة المنسوجة كهربائياً” (EW-MNs)، حيث تم إنشاء شبكة من الألياف النانوية حول إبر معدنية دقيقة باستخدام تقنية الغزل الكهربائي. هذا التصميم المتقدم يضمن التصاقاً قوياً للرقعة بالجلد، ويسمح بإطلاق الدواء بشكل مستمر، مع تقليل خطر التهيج الجلدي.
ولاختبار فعالية الرقعة، استخدم الباحثون دواء “ريفاستيغمين” – المُستخدم في علاج مرضى ألزهايمر وباركنسون – على خنازير غينيا. وأظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في امتصاص الدواء، حيث تم إطلاق أكثر من ضعف كمية الدواء مقارنة بالطرق التقليدية، مع تغطية مساحة أكبر بخمسة أضعاف، وبنسبة انزعاج أقل.
وأكد البروفيسور كانغ أن هذه التقنية يمكن أن تحدث ثورة في عالم توصيل الأدوية، وتوفر للمرضى علاجاً طويل الأمد دون معاناة، خاصةً لأولئك الذين يحتاجون إلى علاجات مستمرة.
ويطمح الفريق البحثي إلى توسيع نطاق تطبيق هذه الرقعة ليشعل مجموعة واسعة من الأمراض المزمنة، مستهدفين بشكل خاص الأطفال وكبار السن والحالات التي تتطلب علاجاً منتظماً وآمناً.
هذا الابتكار يُظهر مرة أخرى كيف يمكن للطبيعة أن تكون مصدر إلهام لحلول طبية متطورة، تهدف إلى تحسين جودة حياة المرضى وتمهد الطريق لأساليب أكثر أماناً وراحة في تناول الأدوية على المدى الطويل.