ناشدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، اليوم، الدول والمنظمات الدولية التي تشارك في عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية عبر المظلات الجوية، بإعادة النظر في هذا الإجراء الذي وصفته بـ”القاتل”، داعية إلى وقف عاجل لهذه العمليات بسبب ما تشكله من خطر على حياة المدنيين.
وجاءت هذه المناشدة في بيان عاجل نشرته الوزارة، حيث أكدت أن “إسقاط المساعدات من الجو يؤدي إلى سقوط ضحايا بين السكان بسبب عدم الدقة في التوزيع وسرعة سقوط الحمولات، ما يتسبب في إصابات خطيرة وحالات وفاة”. وأضاف البيان أن “هذه الطريقة تحوّل المساعدات من أداة إنقاذ إلى تهديد حقيقي للأبرياء”.
في الأسابيع الأخيرة، تكررت حوادث سقوط صناديق المساعدات على منازل أو تجمعات بشرية في غزة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونساء. وتُظهر مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات ذعر بين السكان أثناء محاولتهم التقاط المواد الغذائية أو الطبية المتساقطة من السماء، وسط مخاوف من تحول هذه العمليات إلى “مأساة إنسانية مزدوجة”.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن “طريقة النقل الجوي للمساعدات، رغم نواياها الإنسانية، تفتقر إلى آليات ضمان السلامة”، مطالبةً بالاعتماد على طرق بديلة أكثر أماناً مثل فتح المعابر البرية وإدخال المساعدات عبر طرق منظمة تضمن وصولها لمستحقيها دون مخاطر.
وجهت الوزارة نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة والهلال الأحمر والصليب الأحمر والدول المانحة، للتحول فوراً إلى إدخال المساعدات عبر المنافذ البرية، معربة عن استعدادها لتسهيل عمليات التوزيع الآمنة على الأرض. كما حذرت من أن استمرار هذه الممارسة دون ضوابط قد يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، الذي يعاني أصلاً من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود بسبب الحصار والعدوان المستمر.
يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه غزة تصاعداً غير مسبوق في الاحتياجات الإنسانية، حيث يعتمد أكثر من مليوني فلسطيني بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة. وتتهم سلطات غزة المجتمع الدولي بـ”التقاعس” في الضغط على إسرائيل لفتح المعابر البرية بشكل دائم وكافٍ.
من جانبها، دعت منظمات حقوقية، منها “هيومن رايتس ووتش” و”أمنستي إنترناشونال”، إلى تحقيق مستقل في حوادث سقوط المساعدات الجوية، مؤكدة أن “الحق في الحياة يتقدم على أي اعتبارات لوجستية”. بينما دفعت بعض الدول، مثل الأردن ومصر، بمبادرات لزيادة حجم المساعدات البرية رغم الصعوبات السياسية والأمنية.
في المقابل، لم تعلق القوى الدولية المشاركة في العمليات الجوية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، بشكل رسمي على تحذيرات غزة، فيما تستمر طائراتها في إسقاط مئات الأطنان من المواد الغذائية فوق مناطق مكتظة.