جريدة

وزير الأوقاف يدعو إلى يقظة شاملة بقيادة وازع القرآن

ميديا أونكيت 24

دعا أحمد توفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى إعادة الاعتبار للدين كـ”نظام حياة شمولي” وليس مجرد جزء منها، مشددًا على أن تحقيق “الحياة الطيبة” يتطلب يقظة ضميرية وأخلاقية تقودها رسالة القرآن.

وأشار توفيق إلى أن الواقع الحالي يكشف عن أمرين: الأول هو ضعف التدين على مستوى السلوك، والثاني هو تزايد الكلفة المادية لتدخل الدولة لإصلاح الحياة الاجتماعية بشكل مستمر. وأوضح أن هذا الوضع يبرز الحاجة الملحة إلى تقوية “وازع القرآن” من خلال تبليغ ديني مسدد ومبين، يستهدف عموم الناس، ويستحضره المسؤولون عن التنمية بمختلف تخصصاتهم.

ولفت الوزير إلى أن العلماء يعتبرون تبليغ الرسالة الدينية فرصة لاقتراح نموذج تنموي شامل يستلهم النموذج النبوي، مشيرًا إلى أن المجلس العلمي الأعلى دعا في بداية هذا العام إلى لقاء غير مسبوح جمع كبار المنخرطين في مجال التنمية لمناقشة مدى حاجة التنمية إلى “وازع القرآن”. واستشهد في هذا الصدد بالمقولة المنسوبة للخليفة عثمان بن عفان: “يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، موضحًا أن “وازع السلطان” يمثل التدبير المادي والقانوني للدولة، بينما “وازع القرآن” يرتبط بالتبليغ المؤثر الذي يدفع الفرد إلى محاسبة نفسه أمام الله.

وتطرق توفيق إلى تجربة خطب الجمعة المقترحة ضمن خطة التبليغ، معتبرًا إياها من “تباشير الفلاح”، حيث أظهر الناس اهتمامًا متزايدًا بها، وأشار إلى أن تحليلات الذكاء الاصطناعي أجمعت على إيجابية مضامين هذه الخطب، لكنها تساءلت عن مدى تأثيرها الفعلي، مردفًا بأن “التأثر هو مسؤولية المتلقي”.

وأكد أن خطة التبليغ الميداني التي يعمل عليها العلماء ترتكز على المتابعة عن قرب على غرار المنهاج النبوي، مما يزيد من قوة إقناعها، خاصة وأنها تستمد أصولها من القرآن، وتعد سبيل المسلمين لتحقيق نموذج “خير أمة تخرج للناس”. وختم بالتشديد على أن العالم اليوم، وهو يواجه أزمات سلوكية متعددة، بدأ يراجع نماذجه التنموية القائمة على تجارب تاريخية منقطعة عن الوحي، مما يفتح المجال أمام تقديم النموذج الإسلامي الشامل.

هكذا يظل سؤال “التبليغ” و”التأثر” يحتل صدارة النقاش حول دور الدين في تحقيق الحياة الطيبة، في ظل تحولات عالمية تتطلب مراجعة شاملة للأسس القيمية والروحية للتنمية.