أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على أن حان الوقت لدول المنطقة لتتعاون بروح الاحترام المتبادل لحدود وسيادة بعضها البعض، والسعي معاً من أجل تحقيق مصالح الجميع وإرساء نظام خاص.
وأوضح فيدان في مقابلة مع قناة “الحدث” السعودية، مساء الأحد، أن مرحلة جديدة بدأت في سوريا بعد معاناة دامت لنحو 14 عامًا.
وفي هذا السياق، أشار إلى وجود حدود بين تركيا وسوريا تمتد على طول 911 كلم، مبينا أن الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية والدينية بين تركيا وسوريا تجعل من البلدين كالجسد الواحد.
وتابع: “عندما بدأت هذه الفترة الصعبة في سوريا (عام 2011) اعتمدت المعارضة السورية في الشمال على تركيا، واعتبر الملايين من اللاجئين المشردين تركيا وطنًا لهم، ونحن بدورنا فتحنا أبوابنا لهؤلاء”.
وأشار فيدان إلى أن تركيا عملت بجد خاصة بالنسبة للمعارضة السورية، لحل المشكلة بشكل بناء، وأن مسار أستانة كان مهماً جداً في هذا الصدد، وأن نظام بشار الأسد لم يقبل بالحلول لأسباب مختلفة.
وأردف: “كان أمام النظام خياران، إما أن يتقاسم السلطة ويتصالح مع شعبه، أو يتقاسم السلطة مع قوى خارجية كانت تقدم الدعم له ضد شعبه. وباختياره الخيار الثاني مع روسيا وإيران فشل النظام بتقديم الخدمات الأساسية للشعب وفي تحقيق السلام والانتعاش الاقتصادي، مما أدى إلى انهياره تدريجياً”.
وردًا على سؤال حول حدوث توافق دولي لإزاحة الأسد وفتح الطريق لتقدم هيئة تحرير الشام، نفى فيدان مشاركة تركيا في أي عملية من هذا النوع.
وقال: “بعد بدء العمليات من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى، عملنا على تقليل التكلفة والخسائر، لكننا لم نكن جزءًا من أي تخطيط أو تنسيق مسبق مع أي دولة أو جماعة”.
** التعاون مع روسيا وإيران لحل المشاكل
وأوضح الوزير أن تركيا عقدت اجتماعات مكثفة مع كل من روسيا وإيران لمواصلة وقف إطلاق النار في الميدان وحل المشاكل، وأن أنقرة كانت تطرح دائمًا آراء المعارضة على الطاولة.
ولفت إلى وجود علاقات قائمة على الاحترام المتبادل بين تركيا وروسيا وإيران، وأن أنقرة أبلغت الجانبين بأنه “لا معنى لتكرار نفس السيناريو الذي وقع في الأعوام 2006 و2015 و2016”.
وأكد أن تركيا أبلغت الروس والإيرانيين أيضا أنهم جاؤوا إلى سوريا لمساعدة الأسد، ودعموه في التصدي للمعارضة لكن الأسد فشل في تقديم الخدمات لشعبه والتصالح معه وهو ما أدى إلى ظهور المشهد الحالي.
وقال إن المراجعات الذاتية لكل من روسيا وإيران أظهرت لهما النتائج نفسها.
وأشار إلى أن تركيا صديق مهم للمعارضة باعتبارها عنصر هام في المنطقة، وأن الحوار الذي أقامته في هذا الصدد فيما يخص إدارة العملية بلغة بناءة كان مؤثرا أيضا، مشددا على أن الحوار سيتواصل في المرحلة القادمة.
ولدى سؤاله عن الجهة التي اتصلت بالأسد وكانت وراء هروبه من سوريا، قال إن تركيا تعلم أن محاوريها كانوا على صلة مباشرة مع دمشق في ذلك اليوم، وأخبروها بذلك.
وأكد أنه لا يدري بالتحديد من هي الجهة التي تحدثت مع الأسد وبأي مستوى تحدثت في ذلك اليوم، وما يعلمه هو فقط وجود اتصال مباشر.