هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشن “عاصفة هائلة” على قطاع غزة اليوم الاثنين، في حين تستمر الغارات الإسرائيلية التي أودت بحياة العشرات من الفلسطينيين، بينهم أطفال، وفقاً لمصادر طبية محلية.
في منشور على منصة “إكس” صرح كاتس قائلاً: “عاصفة هائلة ستضرب اليوم سماء قطاع غزة وسترتجف أبراج الإرهاب”، في إشارة إلى استهداف محتمل للمباني الشاهقة في المدينة . وأضاف موجهاً كلامه لحركة حماس: “هذا تحذير أخير لقتلة ومغتصبي حماس سواء في غزة أو في الفنادق الفخمة في الخارج: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا فسيتم تدمير غزة وسيتم القضاء عليكم” .
جاءت هذه التصريحات بعد ليلة دامية أخرى في غزة، حيث أفاد مستشفى الشفاء بمقتل 10 أشخاص على الأقل بينهم أطفال في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق سكنية وخيام نازحين في مدينة غزة . وتشير مصادر في مستشفيات غزة إلى سقوط 21 قتيلاً منذ فجر اليوم، بالإضافة إلى وفاة طفلين في جنوب القطاع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج .
تصعيد ميداني يتزامن مع مساعي دبلوماسية
يأتي التصعيد العسكري الإسرائيلي في وقت تجري فيه محاولات دبلوماسية لإنهاء الحرب. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده تعمل على حل قد يكون “جيداً جداً”، ضمن جهود الوساطة لإعادة الرهائن وإنهاء الوضع الراهن . وفي بيان لاحق، أعربت حركة حماس عن استعدادها للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح الأسرى مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة .
لكن يبدو أن التصريحات الإسرائيلية تتجه نحو مزيد من التصعيد. وحسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، فإن المقترح الأمريكي الأخير بشأن وقف الحرب في غزة يتضمن ضمانات جوهرية بعدم استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية طالما استمرت المفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب في القطاع .
من ناحية أخرى، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في الضفة الغربية، حيث اقتحمت مدناً وقرى ومخيمات، وهدمت بئراً ومنشأة زراعية وجرفت أراضي في قرية المغير شمال رام الله، كما أجبرت أصحاب محلات في قرية بيتا جنوب نابلس على إخلائها تمهيداً لهدم نصف محلاتها .
يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، هو سياسي مخضرم في حزب الليكود يشتهر بمواقفه المتشددة. شغل سابقاً مناصب وزارية متعددة بما في ذلك وزير المواصلات ووزير المالية ووزير الخارجية . عُين في منصب وزير الدفاع في 5 نوفمبر 2024 بعد إقالة يواف غالانت .
يُعرف كاتس بمعارضته لحل الدولتين ودعمه لاستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية وضمها بالكامل لإسرائيل . كما أيد حصار غزة وقطع إمدادات المياه والكهرباء عنها حتى “يغادر سكانها العالم” حسب تعبيره في أكتوبر 2023 .
في الوقت نفسه، تستمر الاحتجاجات واسعة النطاق في إسرائيل، مدفوعة في الغالب بالمخاوف على الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة . ومع استمرار التصعيد العسكري والتنديد الدولي، يبقى مستقبل غزة وشعبها معلقاً بين مطرقة التهديدات الإسرائيلية وسندان الواقع الإنساني المأساوي.