جريدة

وفاة الداعية التركي فتح الله غولن: أثره على السياسة التركية والمجتمع الإسلامي

توفي الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي أقام في الولايات المتحدة، عن عمر يناهز 83 عامًا. وقد تم الإعلان عن وفاته يوم الإثنين من قبل قناة “تي آر تي” التركية، والتي استندت في معلوماتها إلى حسابات على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع مقربة من حركته. هذا الخبر لاقى تأكيدًا لاحقًا من الحكومة التركية، مما جعل الحادثة محور اهتمام كبير في الأوساط السياسية والدينية.
ولد فتح الله غولن في 27 أبريل 1941 في تركيا، وبدأ مسيرته الدعوية في السبعينيات. أسس حركة غولن التي عُرفت لاحقًا بـ”حركة الخدمة”، والتي تهدف إلى تعزيز التعليم والدعوة إلى قيم التسامح والوحدة بين مختلف فئات المجتمع. تميزت الحركة بإنشائها العديد من المدارس والمراكز التعليمية، لا سيما في تركيا وفي الخارج.
ومع ذلك، فإن مكانته سرعان ما أصبحت محط جدل في الساحة التركية، حيث اتُهمت حركته بالتغل في مؤسسات الدولة، بما في ذلك الشرطة والقضاء. في عام 2016، اتهم غولن بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الضغوط والانتقادات ضده.
جاء تصريح وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، في مؤتمر صحفي بعد تأكيد وفاة غولن، يحمل دلالات سياسية عميقة. حيث قال: “مصادرنا الاستخبارية تؤكد وفاة زعيم منظمة غولن”. هذا التصريح يبرز الاستمرار في الربط بين غولن وحركته بمسائل الأمن القومي التركي، حتى بعد رحيله.
تعتبر وفاة غولن نقطة تحول في العلاقات بين الحكومة التركية والمجتمع الإسلامي، نظرًا لتأثيره الكبير على الجماعات الدينية والسياسية في تركيا. قد تؤدي وفاته إلى انقسام أكبر داخل حركة غولن، حيث قد تتصارع factions متعددة على الزعامة والولاء، مما يؤثر على نشاط الحركة مستقبلًا.
وعلى مستوى أوسع، قد تؤثر وفاة غولن على العديد من الدعاة والحركات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم. وقد يشكل رحيله نهاية حقبة بالنسبة للبعض، بينما قد يمهد الطريق لظهور قيادات جديدة تسعى للاستفادة من إرثه الفكري والدعوي.
أثرت أفكار غولن في حياتهم، بدءًا من التعليم ووصولًا إلى مفهوم الخدمة العامة والتسامح. ومن المحتمل أن تتأثر الجماعات الإسلامية التي تأثرت بأفكاره بالفراغ الذي تركه.
توفي فتح الله غولن تاركًا وراءه إرثًا مثيرًا للجدل ومجموعة معقدة من العلاقات السياسية والدينية. إن وفاته قد تفتح فصلًا جديدًا في التاريخ التركي، حيث ستكون العواقب السياسية والاجتماعية محور اهتمام واسع. في الحقبة التي تلي غولن، سيسعى العديد لفهم تأثير أفكاره على الحركات الإسلامية والسياسة التركية، وكيف يمكن لميراثه أن يستمر أو يتلاشى في السنوات القادمة.