استفاق المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة الجديدة، صباح اليوم الأحد 6 يوليوز 2025، على حادث وفاة أحد نزلاء جناح الأمراض النفسية، رجل في الأربعينيات من العمر، في ظروف وصفت بـ”الملتبسة”، مما أعاد إلى الواجهة النقاش حول الوضعية الصعبة التي يعيشها هذا المرفق الصحي الحساس.
الضحية، المعروف لدى ساكنة الحي القديم بسلوكياته المضطربة والخطرة، كان من بين الحالات المتكررة على قسم الطب النفسي، وغالبًا ما كان يُحال عليه إما بتدخل من السلطات الأمنية أو عقب شكايات المواطنين، كان آخرها محاولته اقتحام منزل، ما استدعى توقيفه وتحويله مرة أخرى إلى المستشفى.
مصادر مطلعة رجحت أن الوفاة قد تكون ناتجة عن سكتة قلبية مفاجئة، في انتظار ما ستكشف عنه نتائج التشريح الطبي، خصوصًا أن الحادث وقع داخل أروقة المستشفى، في ظروف لا تزال غامضة وتطرح أكثر من علامة استفهام.
الحادثة أثارت موجة من الاستياء في صفوف عدد من الفاعلين المحليين، الذين نددوا بالوضع المزري الذي يعاني منه قسم الأمراض النفسية، حيث يفتقر إلى أبسط شروط الرعاية، في ظل غياب مستمر لطبيب رئيسي، رغم تعيين طبيبة متخصصة مؤخرا، فضلاً عن الاكتظاظ الكبير داخل الغرف، ورداءة التهوية، وتدهور شروط النظافة.
ورغم هذه الظروف، تشير المعاينات إلى أن الجناح المخصص للمرضى “الأقل عدوانية”، والذين يُعرفون محلياً باسم “بويا عمر”، يبدو في وضعية أفضل مقارنة بباقي الأجنحة، ما يعكس غياب توزيع عادل للرعاية داخل القسم نفسه.
أمام هذه المعطيات المقلقة، يتجدد مطلب إصلاح هذا القسم، والدعوة إلى إنشاء فضاء طبي متكامل يضمن الكرامة والرعاية الحقيقية للمرضى النفسيين، بعيداً عن التجاهل الذي ظل يطال هذا القطاع الحيوي لسنوات طويلة.