كشفت تقارير طبية قُدمت خلال جلسات محاكمة الفريق الطبي المتهم بالإهمال في رعاية أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، أن الأخير عانى من “عذاب شديد” قبل وفاته، وأن قلبه كان يزن نحو 503 غرامات، أي ما يعادل ضعف الوزن الطبيعي لقلب شخص بالغ.
جاء ذلك خلال شهادة الطبيب الشرعي كارلوس ماوريسيو كاسينيللي، الذي شارك في تشريح جثة مارادونا بعد وفاته في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
وقال كاسينيللي إن علامات الألم كانت واضحة على جسد مارادونا، مرجحاً أن يكون قد بدأ يعاني من الأعراض قبل 12 ساعة على الأقل من وفاته. وأضاف أن رئتيه كانتا ممتلئتين بالماء نتيجة فشل قلبي، وهي حالة كانت قد تطورت على مدار عشرة أيام، إلى جانب تليف في الكبد.
وأوضح الطبيب لصحيفة “La Nación ” الأرجنتينية أن هذه المؤشرات كانت كافية لتستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، قائلاً إن الفريق الطبي “كان يجب أن يدرك خطورة الوضع”، خاصة أن مارادونا كان قد خضع لجراحة قبل أسبوعين فقط من وفاته، وكان في فترة نقاهة.
وأكد الطبيب الشرعي الآخر فيديريكو كوراسانيتي، الذي شارك في عملية التشريح، أن علامات التدهور الصحي كانت ظاهرة بوضوح، مثل تغير لون الشفاه وتراكم السوائل في البطن وصعوبة التنفس، وكلها مؤشرات كان يمكن اكتشافها بالفحص السريري البسيط.
وأشار كاسينيللي إلى أنه لم يتم العثور على كحول أو مواد سامة في جسد مارادونا خلال التشريح، لكنه أكد أن قلبه، الذي بلغ وزنه 503 غرامات، بالإضافة إلى كبر حجم دماغه ورئتيه، يعكس مدى تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة.
المتهمون السبعة في القضية – بينهم طبيب الأعصاب ليوبولدو لوكي والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف – يواجهون تهمة “القتل المحتمل” بسبب الإهمال الجسيم، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن 25 عاماً. بدأت المحاكمة في 11 مارس الجاري، ومن المتوقع أن تستمر حتى يوليو المقبل، مع الاستماع إلى نحو 120 شاهداً.
وفي الجلسة الافتتاحية، وصف المدعي العام باتريسيو فيراري ما حدث بأنه “عملية اغتيال”، مشيراً إلى أن فترة النقاهة تحولت إلى “مسرح رعب”، بفعل تقاعس فريق طبي “لم يقم أحد فيه بواجبه”، على حد تعبيره.