جريدة

توقيع اتفاقية بين المكتب الوطني للكهرباء و الماء والصالح للشرب وجنرال الكترك .

وقع  المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مع شركتي ناريفا وجنرال إلكتريك ڤيرنوڤا، مذكرة تفاهم لإزالة الكربون من محطة توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود بالعيون حدثا مهما دشن من خلاله المغرب أولى خطواته في مسار الانتقال إلى الهيدروجين الأخضر، الأول من نوعه في إفريقيا.

 

 

 

 

ويعد المشروع خطوة رئيسية في خطط المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وشركة ناريفا (Nareva)، لإنتاج كهرباء خالية من الكربون باستخدام الهيدروجين كبديل مستدام للوقود الثقيل، إذ يتوقع أن تكشف دراسة الجدوى عن الحلول المشتركة لإنتاج وتخزين وتوفير الهيدروجين الأخضر لمحطة الطاقة بمدينة العيون للمكتب من أجل إنتاج الكهرباء في أوقات الذروة التي تعتمد على ثلاثة توربينات غازية.

 

 

 

 

وستساعد جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا محطة الطاقة في العيون على توفير كهرباء تم إنتاجها باستخدام هيدروجين أخضر بنسبة 100 بالمائة، سيتم إنتاجه في مزرعة الرياح في العيون التابعة لشركة ناريفا، وذلك لدعم توسيع المغرب للقدرة المنشأة المتجددة من حصته الحالية التي تبلغ 40 إلى 52 بالمائة بحلول عام 2030.

 

 

 

 

عبد الصمد ملاوي، الخبير الدولي في تكنولوجيا الطاقات المتجددة، اعتبر أن المحاولة الأولى من نوعها لإدخال الهيدروجين الأخضر في الاستعمال المغربي المباشر تأتي من خلال “استبدال المحطات الحرارية لإنتاج الكهرباء بمدينة العيون، بمحطات تعمل بالهيدروجين الأخضر الذي يولد عن طريق الطاقات المتجددة”.

 

 

 

 

وأكد ملاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المغرب يراهن على الطاقات المتجددة في العديد من المشاريع الإستراتيجية الكبرى مع شركائه الدوليين، مبرزا أنه “في هذا السياق يأتي إدماج الهيدروجين الأخضر لتعويض الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء، في إطار الإستراتيجية العامة التي تبناها المغرب، وهي تنويع مصادر الطاقات المتجددة”.

 

 

 

 

 

وأشار الخبير ذاته إلى أن “الخطوة تمثل محاولة للوفاء بالتعهدات المناخية والبيئية والطاقية للمغرب، إذ تعهد في أفق 2030 بالحد من إنتاج الغازات الدفيئة بحوالي 45,5 بالمائة، في أفق الحياد الكامل للكربون في أفق 2050”.

 

 

 

 

 

وسجل ملاوي أن المغرب يستهدف أن ينتج الكهرباء من مصادر متجددة في حدود 52 بالمائة في أفق 2030، مستدركا: “لكننا الآن على بعد 7 سنوات نقف في حدود 40 بالمائة، وبالتالي يلزم تسريع وتيرة استبدال المحطات المنتجة للكهرباء بالطرق الكلاسيكية واعتماد الهيدروجين الأخضر كبديل من البدائل التي يمكن الاعتماد عليها”.

 

 

 

 

وحول اختيار العيون لهذه التجربة أفاد المتحدث بأنه تم لعدة أسباب، “أولها أن مجموعة من المشاريع الدولية المنجزة موجودة في الجنوب المغربي، ومدينة العيون تتوفر على مؤهلات كبيرة لمصادر الطاقات المتجددة”، معتبرا الخطوة “محاولة لجلب استثمارات أجنبية أخرى تراهن على التجربة المغربية، خصوصا في شراء الكهرباء المغربية عن طريق الكابل الذي يمر عبر جبل طارق ويصدر الكهرباء إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر إسبانيا”، وزاد مبينا “إذا كانت الكهرباء المغربية منتجة عبر الطاقات المتجددة فسوف تكون لها الأولوية، إذ سن الاتحاد الأوروبي مؤخرا مجموعة من الاتفاقيات وفرض ضرائب على السلع التي لا تحترم في إنتاجها الطاقات المتجددة، سواء الصناعية أو الفلاحية، التي تنتج أو تباع في دول الاتحاد الأوروبي”.

 

 

 

 

من جهته، أشار أمين بنونة، مدير مشروع مونوغرافية الطاقة بالمغرب، إلى أن “المولدات الكهربائية التي تشتغل بالفيول أو الغاز يمكن أن تشتغل بالهيدروجين، وبطبيعة الحال إن كان أخضر فهذا أحسن”.

 

 

 

 

وأضاف بنونة، في تصريح لهسبريس، أن “في الأقاليم الجنوبية تجربة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لكن الكميات المنتجة منه حاليا قليلة جدا، وتكفي فقط لتشغيل المولد الكهربائي الأحفوري الموجود في مدينة العيون”.

 

 

 

 

وتابع المتحدث: “هذا يكلف تغييرا بسيطا على مستوى المحرك الحراري، ليقبل الهيدروجين، مثل ما كان الفلاحون في الماضي يغيرون المحرك الذي يشتغل بالغاز أو الوقود”، موضحا أن “هذه التجربة مهمة لأنها لأول مرة ستقام بالمغرب، لكنها ليست إلا خطوة نملة في بحر من تطهير الكهرباء المغربية من النفايات من خلال هذه المحروقات الأحفورية التي كلها عبارة عن احتراق؛ إما الكربون في المحطات التي تشتغل بالفحم أو احتراق الكربون مع الهيدروجين الموجود في المحروقات”.

 

 

 

 

كما أشار بنونة إلى أن “كل المولدات الكهربائية التي تحرق الفحم أو الفيول أو الغاز الطبيعي مؤهلة في المستقبل للتغيير واستعمال الهيدروجين، لكن يبقى الأمر مكلفا بسبب تغيير المحرك، ومكلفا أقل إذا كان التغيير من الغاز الطبيعي للهيدروجين، ومكلفا أكثر إذا كان من الفيول إلى الهيدروجين، والأكثر كلفة إذا كان من الفحم إلى الهيدروجين”.

 

 

 

 

 

وشدد المتحدث ذاته على أن “مولد العيون الكهربائي ستصبح مخلفاته عبارة عن ماء ينتج عن احتراق الهيدروجين في وسط الأوكسجين الموجود في الهواء”، مجددا التأكيد على أنها “خطوة أولية وفي الآن ذاته تكتسي أهمية”.