ارتقى 28 شهيداً بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الخميس، وفق ما أفادت به مصادر طبية في مستشفيات القطاع.
وأوضحت المصادر أن من بين الشهداء 16 شخصاً استشهدوا داخل مدينة غزة، بينما سقط الآخرون في مناطق متفرقة من القطاع، في مشهد يؤكد أن العدوان يشمل كافة الجغرافيا الفلسطينية المحاصرة.
في تفاصيل أكثر إيلاماً، كشفت المصادر أن من بين شهداء اليوم أربعة أشخاص كانوا يبحثون عن الطعام لتأمين قوت عائلاتهم وسط وجنوبي القطاع، مما يسلط الضوء على الطبيعة المزدوجة للجريمة التي ترتكبها قوات الاحتلال: القتل المباشر والحصار الخانق الذي يدفع المدنيين إلى حافة المجاعة ويجعل البحث عن الطعام رحلة محفوفة بالموت.
هذا الحادث يذكر العالم بأن الحصار المفروض على غزة منذ سنوات ليس إلا شكلاً آخر من أشكال القتل البطيء، يتكامل مع القصف المباشر لتحقيق أهداف سياسية على حساب حياة المدنيين الأبرياء.
يشكل استشهاد مواطنين أثناء بحثهم عن الطعام مؤشراً صادماً على عمق المأساة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أدت سنوات من الحصار والعدوان المتكرر إلى تدمير البنية التحتية وشل الاقتصاد ودفع معظم السكان إلى هوة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
وفي الوقت الذي تستمر فيه هذه الانتهاكات، تتصاعد الدعوات من المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية للتدخل العاجل لوقف العدوان ورفع الحصار غير القانوني فوراً، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
كما تطالب هذه المؤسسات المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، والضغط على سلطات الاحتلال لاحترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
يأتي هذا التصعيد في إطار استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يشهد موجة عنف متصاعدة أدت إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وتدمير البنى التحتية الحيوية، مما يفاقم من أزمة إنسانية خانقة يعيشها القطاع منذ سنوات.