مركز رعاية المسنين بتفرسيت.. تجسيد للانخراط المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بالفئات الهشة بإقليم الدريوش
ويتعلق الأمر بمحاربة الهشاشة، وتحسين خدمات الرعاية المقدمة لفئات بدون موارد، من خلال مواكبة خمس فئات ذات أولوية؛ من بينها الأشخاص المسنين، وذلك في إطار برنامج المبادرة المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.
وتسعى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال هذا البرنامج، إلى تعزيز البعد الاجتماعي للسياسات الترابية، عبر توفير فضاءات تتكفل بالرعاية الاجتماعية والنفسية لفئة المسنين الذين يعيشون ظروف هشاشة اجتماعية؛ وبالتالي العمل على تحسين ظروف عيشهم، وتوفير خدمات متنوعة لفائدتهم (الإيواء، التغذية، التطبيب…).
ويتجسد هذا الاهتمام الخاص بالأشخاص المسنين، على مستوى إقليم الدريوش، من خلال مجموعة من المشاريع الاجتماعية المندمجة والعصرية التي رأت النور، أو في طور الإنجاز، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. والهدف تقديم خدمات ذات جودة عالية لفائدة هذه الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع، والتي طالما حظيت بعناية مولوية سامية.
ويعتبر المركز الإقليمي لرعاية وإيواء الأشخاص المسنين بجماعة تفرسيت، التابعة لإقليم الدريوش، أبلغ مثال على ذلك، وتجسيدا للانخراط المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم هذه الفئة، من خلال تحسين ظروف عيشها، وترسيخ قيم التآزر والتضامن الأسري التي تميز المجتمع المغربي.
ويشكل هذا المركز ملاذا آمنا للفئة المستهدفة من كبار السن، وفضاء يوفر لهم ظروف إيواء كريمة، ويحفظ كرامتهم الإنسانية، من خلال استفادتهم من مجموعة من الخدمات الاجتماعية عالية الجودة والمتنوعة.
وتطلب هذا المشروع، الذي تشرف على تدبيره جمعية التنمية المستدامة تفرسيت، بدعم من التعاون الوطني، غلافا ماليا إجماليا ناهز 3 ملايين درهم (500 ألف درهم منها تكاليف التجهيز)، تمت تعبئته من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم الدريوش، بمبلغ 2,15 مليون درهم. ويروم هذا المركز إيواء ورعاية الأشخاص المسنين بدون مأوى بالإقليم، وتوفير ظروف الراحة والدعم لهم.
وتتوفر هذه المؤسسة الاجتماعية، الأولى من نوعها بالإقليم، التي تم تدشينها في آواخر يوليوز المنصرم، بالخصوص، على ثلاثة أجنحة لإيواء 16 فردا (إناث وذكور)، وفضاء متميزا مخصصا للاستراحة والرياضة، ومساحة خضراء، وقاعة للعلاجات، وكذا مرافق أخرى تهم فضاء للاستقبال، ومطبخ، وقاعتين للإطعام والصلاة، إضافة إلى إدارة المركز.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الدريوش، عبد الواحد بلعري، أن هذا المركز يندرج في إطار البرنامج الثاني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، والذي مولت من خلاله المبادرة على مستوى الإقليم 40 مشروعا، بتكلفة إجمالية تفوق 23 مليون درهم.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فكرة إنشاء هذا المركز الإقليمي التي جاءت بعد انطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة، نابعة من تشخيص تشاركي قامت به اللجن المحلية للتنمية البشرية الذي تم، بناء عليه، اقتراح إحداث هذه المؤسسة الأولى من نوعها على مستوى الإقليم لإيواء والعناية بهذه الفئة، مشيرا إلى أن هذا المركز يقدم خدمات اجتماعية في المستوى، ويوفر ظروف إيواء مناسبة جدا لهذه الفئة المتواجدة بكثرة على صعيد الإقليم.
من جانبه، أبرز رئيس جمعية التنمية المستدامة تفرسيت، محمد شهبن، أهمية هذا المركز الذي يسعى إلى احتواء 16 حالة اجتماعية في الإقليم، هم من كبار السن، ويعيشون في وضعية صعبة، من خلال توفير ظروف العيش الكريم لهم، وحماية كرامتهم.
وأضاف أن هذا المركز، الذي يشكل ملاذا آمنا لهذه الفئة، يوفر خدمات اجتماعية للمستفيدين؛ بما يتماشى مع احتياجاتهم، على غرار الإطعام والرعاية الصحية، إلى جانب توفره على مرافق من قبيل حمام بلدي، وفضاء رياضي، وآخر للاستراحة، ومساحة خضراء؛ مما يسهم في تعزيز نسج روابط اتصال متينة بين نزلاء هذه المؤسسة.
يذكر أن هناك مشاريع أخرى اجتماعية مماثلة، تم إنجازها، وفي طور الإنجاز، في إطار نفس البرنامج المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، ويتعلق الأمر بثلاث مراكز لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة بكل من جماعات تافرسيت، ودار الكبداني، وبودينار.
وقد تم بناء وتجهيز المشروع الأول بمبلغ 4,1 مليون درهم، فيما يوجد المشروع الثاني في طور الإنجاز بتكلفة إجمالية تقدر بـ 6,44 مليون درهم (نسبة الأشغال 98 في المائة)، أما المشروع الثالث، الذي يوجد بدوره في طور الإنجاز (نسبة الأشغال ما بين 15 و20 في المائة)، فسيتطلب إنجازه مبلغا إجماليا يقدر بـ 3,65 مليون درهم.
وتروم هذه المراكز الثلاثة، التي بلغت المساهمة الاجمالية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها، أزيد من 13 مليون درهم، وتستهدف ما مجموعه 716 مستفيدا، النهوض بأوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال بناء مركز خاص بهذه الفئة، وتوفير فضاء للمواكبة النفسية والرياضة، وكذا ضمان خدمات نهارية لهم وفي مجال الترويض الطبي والتوجيه والاستماع، إضافة إلى الإدماج واحتضان الفئات الموهوبة.