جريدة

موسيقى المستقبل: الذكاء الاصطناعي بين “تثمين” الأعمال الموسيقية و”تجريدها من إنسانيتها”

أكد خبراء في مجال الموسيقى وحقوق التأليف والنشر، اليوم السبت بالرباط، أن الذكاء الاصطناعي يشكل “أداة ذات حدين” في مجال الإبداع الموسيقي.

وأشار هؤلاء الخبراء، خلال ندوة حول “مستقبل الإبداع الموسيقي في عصر الذكاء الاصطناعي”، التي نظمت في إطار فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان “فيزا فور ميوزيك” بشراكة مع الكونفدرالية الدولية لمؤسسات المؤلفين والملحنين، والمكتب المغربي لحقوق المؤلف، وشركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى، إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يفشل في التأثير على المجال الموسيقي.

وأعرب متدخلون من نيجيريا، ورواندا، وجنوب إفريقيا، وفرنسا عن آراء متباينة بين الاحتفال بالتكنولوجيا الجديدة التي تساعد الفنانين في إبداعاتهم، مقابل الخوف من “تجريد الأعمال من إنسانيتها وتمس بمسلسل الإبداع الفني الموسيقي”.

وفي نفس السياق، أشار الخبراء الحاضرون إلى أن الذكاء الاصطناعي، الذي هو  تكنولوجيا تتغذى بشكل رئيسي على الإبداعات الموسيقية والمكتبات التي يمكن الولوج إليها عبر الإنترنت، يطرح العديد من المشاكل على مستوى مسلسل الإبداع الموسيقي، لا سيما فيما يتعلق باستغلال المعطيات ، مما يعني أنه “يمكن لأي مستخدم أن يعلن نفسه أنه فنان ويتقاضى أجرا مقابل ذلك”.

وقال مدير التنمية الدولية في شركة المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى بفرنسا، حبيب عاشور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الذكاء الاصطناعي موضوع يجعل البعض يرتعد، لكنه مع ذلك فهو يظل عالم من التحديات والإكراهات والفرص”.

وأضاف السيد عاشور “نحن هنا لإزالة الغموض عن هذه التكنولوجيا وإظهار كيف يمكن أن تكون مصدر قوة وتهديد للمشهد الموسيقي في القارة الإفريقية وفي جميع أنحاء العالم”.

من جانبه، أشار مدير جمعية الملحنين والمؤلفين والناشرين في جنوب إفريقيا، التي تشارك للمرة الثالثة في مهرجان “فيزا فور ميوزيك”، جوتام ماتاريرو، إلى أنه “عندما ظهر البث الرقمي (البث المباشر)،تم التخلي عن القارة الإفريقية ، والان استطعنا أن نلحق بالركب.”

واستطرد قائلا “يجب علينا تحديث قوانين حقوق التأليف والنشر لدينا، وإيجاد شركاء لتعزيز وحماية وتوعية الفنانين الموسيقيين الأفارقة حول استخدام هذه التكنولوجيا”.

كما اقترح المتحدثون في هذه الندوة حلولا “للعمل مع الذكاء الاصطناعي وليس ضده”، ولا سيما من خلال تحويل الإطار القانوني حول هذا الموضوع عبر تحديد حساب الحد الأدنى من النسبة المئوية للشرعية، والتعويض عن المخاطر المحتملة لمحترفي الموسيقى وإعادة تعريف مفهوم حقوق التأليف والنشر للموسيقي أو الفنان.

وأخيرا، أشار المشاركون إلى أن الإبداع هو عملية إنسانية، تتغذى من التجارب والمهارات الشخصية لمحترفي الموسيقى، وأنه يظل “لا غنى عنه من وجهة نظر أخلاقية فيما يتعلق باختفاء الوظائف وسلاسل القيمة البشرية”.

وتقدم الدورة العاشرة لمهرجان “فيزا فور ميوزيك”، الذي ينظم في الفترة من 22 إلى 25 نونبر، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أزيد من 60 حفلا موسيقيا حصريا، بالإضافة إلى تنظيم 15 لقاء ومؤتمرا وورشة عمل.