دينامية المناطق الصناعية المستدامة في صلب النقاش بالرباط
وشكلت حلقة النقاش، التي عقدت تحت شعار “أي مناطق صناعية للاستراتيجية الصناعية الجديدة؟”، فرصة للمتدخلين لإبراز الحاجة الملحة إلى إنشاء مناطق صناعية مستدامة تتميز بقدرات على إعادة التدوير والمعالجة، بغرض توفير بيئة مواتية للصناعيين، مع التشديد على مرونة العمليات الإدارية لجذب الاستثمارات وتسهيلها.
وفي كلمة بهذه المناسبة، تطرق مدير المناطق الصناعية بوزارة الصناعة والتجارة، أكرم علاوي، إلى تنمية القطاع الصناعي المغربي ودعمه، لا سيما من خلال إنشاء بنى تحتية صناعية أوصت بها اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، مبرزا ضرورة دعم هذه البنيات التحتية وفق إطار تنظيمي ملائم من أجل تحفيز تنمية المناطق الصناعية.
وأكد السيد علاوي أن إرساء المعايير التنافسية أمر ضروري لتلبية متطلبات الصناعات، معتبرا أنه من المهم تطوير البنيات التحتية في العديد من المناطق، بما في ذلك تحسين طرق الولوج وشبكات الصرف الصحي.
من جانبه، أشار رئيس “cluster EnR”، عبيد عمران، إلى أن المستهلكين يولون اهتماما بشكل متزايد للبصمة الكربونية للمنتجات، وهو معيار حاسم أكثر من أي وقت مضى في خياراتهم الشرائية.
وأضاف أن المغرب من شأنه أن يصبح وجهة مفضلة للاستثمارات الصناعية الخالية من الكربون، لامتلاكه العديد من المزايا التي يجب الترويج لها في هذا المجال، لاسيما باعتباره وجهة تنافسية ومستقطبة للمستثمرين الأجانب.
ومن جهته، أعرب رئيس مجلس إدارة شركة “ميدز”، فرع صندوق الإيداع والتدبير، محسن سمار، عن تأييده لتنمية أجيال جديدة من المناطق الصناعية، المصممة للاستجابة لمتطلبات التنافسية وجذب المزيد من الاستثمارات في القطاعات الواعدة، على غرار السيارات والطيران والإلكترونيات والصناعات الغذائية والنسيج.
كما سلط السيد سمار الضوء على الجهود المشتركة التي تبذلها شركة “ميدز” إلى جانب وزارة الصناعة والتجارة وغيرهما من الأطراف المعنية بغية الحفاظ على جاذبية الاستثمارات في المغرب، مشيرا إلى إنشاء 23 منطقة صناعية في المغرب تبلغ مساحتها حوالي 2.600 هكتار، والتي مكنت من خلق أكثر من 120 ألف منصب شغل، باستثمار بلغت قيمته 12 مليار درهم.
ومن جانبه، أبرز رئيس فيدرالية الكيمياء وشبه الكيمياء (FCP)، عابد شكار، أهمية القطاع الكيميائي بالنسبة للاقتصاد المغربي، أخذا بعين الاعتبار الاستثمارات المهمة المنجزة في القطاع المنجزة على طوال السنوات العشرين الماضية.
وبعد أن ذكر بأن الكيمياء تغطي العديد من القطاعات الهامة مثل الأدوية والطلاء ومنتجات الصحة النباتية ومستحضرات التجميل والغازات والزجاج، استعرض السيد شكار بهذا الخصوص التحديات التي تواجه القطاع.
كما سلط الضوء على الفرص التي تتيحها الظرفية الاقتصادية المواتية الراهنة للمغرب، والتي تتجسد في ميثاق الاستثمار الجديد، ووجود موانئ كبيرة واستثمارات جديدة في الطاقات المتجددة والمواد الكيميائية.
بدوره، أكد رئيس منصة تسريع صناعة الطيران “ميدبارك”، حميد بن إبراهيم الأندلسي، أن صناعة الطيران العالمية تواجه تحديا بارزا، على غرار الحاجة إلى خفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول سنة 2050، معتبرا أن المغرب يجب أن يندمج في هذا الهدف العالمي على الرغم من التحديات القائمة.
وتطرق بهذا الخصوص ، إلى أهمية إزالة الكربون لنجاح صناعة الطيران في البلاد، واصفا إياها بأنها من صميم الابتكار والتكنولوجيا.
وتروم النسخة الثالثة من المؤتمر الدولي للمناطق الصناعية، المنظمة بمبادرة من “مجلة صناعة المغرب” تحت شعار ” “المناطق الصناعية المستدامة، أي تطور للعقارات المهنية المغربية من أجل دينامية اقتصادية؟”، خلق منصة للحوار بين الخبراء وصناع القرار والصناعيين، مما يتيح تبادل الأفكار والخبرات والممارسات الفضلى ذات الصلة بتطوير المناطق الصناعية المستدامة.