إقليم تاونات.. تدابير مهمة للنهوض بسلسلة الزيتون ذات القيمة المضافة العالية والرفع من مردوديتها
وتساهم هذه السلسلة الفلاحية المتميزة، خلال هذه الفترة من السنة، في انتعاش الحركة الاقتصادية وتعزيز الرواج التجاري بالإقليم بفضل مساهمتها في خلق العديد من فرص الشغل لفائدة أبناء المنطقة، بالنظر لكون إقليم تاونات يعتبر من بين أهم الأقاليم المنتجة للزيتون على الصعيدين الجهوي والوطني، حيث تناهز المساحة المغروسة بأشجار الزيتون 150.000 هكتار، أي ما يمثل 83 في المائة من الأشجار المثمرة بالإقليم.
ومن العوامل المساعدة على انتعاش زراعة الزيتون بالإقليم، وفرة الموارد المائية والظروف المناخية والطبيعية الملائمة لزراعة الزيتون، ووجود أراض منحدرة قابلة للتشجير، ومراكمة الفلاحين خبرة مهمة في مجال زراعة الزيتون.
وقد استفادت سلسلة زراعة الزيتون بالإقليم، ذات المزايا الصحية والغذائية العديدة، التي تساهم في إنتاج ما معدله 200 ألف طن سنويا، من عدة برامج ومشاريع استهدفت، بالخصوص، النهوض بهذه السلسلة وتثمينها والرفع من مردوديتها.
وتندرج هذه التدابير، حسب معطيات للمديرية الإقليمية للفلاحة بتاونات، في إطار استراتيجية المغرب الأخضر، وبرنامج المغرب الأخضر للفلاحة التضامنية وكذا في إطار برنامج حساب تحدي الألفية ودعم الاستثمار في إطار صندوق التنمية الفلاحية.
ومكنت هذه المشاريع، وفقا للمصدر ذاته، من غرس حوالي 35000 هكتار من أشجار الزيتون، وبناء وتجهيز 3 وحدات لعصر الزيتون بطاقة استيعابية تقدر ب 80 طن في اليوم للوحدة، وتجهيز وحدة لعصر الزيتون بطاقة استيعابية تصل إلى 40 طن في اليوم، فضلا عن بناء وتجهيز وحدة لإنتاج الزيتون المصبر.
وشملت هذه المشاريع أيضا توزيع معدات فلاحية لفائدة التنظيمات المهنية العاملة في قطاع الزيتون، وتقوية قدرات العاملين في القطاع بفضل برامج الاستشارة الفلاحية.
وفي السياق ذاته، خصصت الوزارة الوصية إعانات وتحفيزات مالية للفلاحين، تراوحت ما بين 3500 و 5000 درهم للهكتار لإحداث بساتين متجانسة لأغراس الزيتون، ودعم بناء وتجهيز وحدات عصر الزيتون بنسبة 10 في المائة شريطة ألا يتجاوز المبلغ الإجمالي مليوني درهم، ودعم بناء وتجهيز وحدات عصرية لتعبئة زيت الزيتون في القارورات بنسبة 10 في المائة، شريطة ألا يتجاوز المبلغ الإجمالي مليون درهم.
كما يتعلق الأمر بدعم بناء وتجهيز وحدات لمعالجة وتثمين ثفل الزيتون، ودعم اقتناء آلة ميكانيكية لجني الزيتون بحركات اهتزازية.
ولتثمين هذا المنتوج، تم على مستوى الإقليم إنشاء ما مجموعه 82 وحدة عصرية وشبه عصرية لاستخلاص زيت الزيتون.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد محمد سيديبي المدير الإقليمي للفلاحة بتاونات أن الفلاحة تعد من القطاعات الواعدة بالإقليم، لاسيما سلسلة الزيتون التي تبلغ المساحة الإجمالية المغروسة بها 150 ألف هكتار، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الوزارة الوصية تولي أهمية لقطاع زيت الزيتون لأنه منتوج وسلسلة مستدامة وذات مردودية بالنسبة للفلاحين.
واستعرض، في ذات السياق، جهود الوزارة للنهوض بسلسلة الزيتون بالإقليم، لاسيما غرس 35 ألف هكتار من أشجار الزيتون في إطار الفلاحة التضامنية، وتخصيص إعانات متعددة للفلاحين.
كما سجل السيد سيديبي التراجع الطفيف لمعدل الإنتاج هذه السنة نظرا للإكراهات المناخية التي ميزت السنوات الأربع الماضية، مؤكدا أن معدل الإنتاج يمكن أن يرتفع مع هطول التساقطات المطرية.
من جهته، أوضح سعيد الساهل مسير معصرة للزيتون بالإقليم أن هذه الوحدة تم إحداثها سنة 2015 وتتميز بتوفرها على مواصفات عالية تمكنها من تقديم خدمات تتسم بالجودة في ما يتعلق بتخزين الزيتون، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه يتم تقديم مجموعة من الإرشادات للفلاحين لإيصال المنتوج في أحسن حلة من أجل الحصول على زيت بمواصفات عالية.
وفي إطار الإجراءات والتدابير الاستباقية المتخذة للحد من الآثار السلبية لمادة المرج على المجال البيئي بإقليم تاونات، انعقد لقاء تواصلي موسع بمقر عمالة إقليم تاونات قبيل انطلاق موسم جني وعصر الزيتون مع أرباب المعاصر.
وخصص هذا اللقاء الذي ترأسه عامل إقليم تاونات صالح داحا للتحسيس والتوعية بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية الواجب اتخاذها ومراعاتها تحسبا لموسم استخلاص الزيتون 2023/2024، لتجنب التأثيرات السلبية لمخلفات مادة المرج التي تنتجها وحدات استخراج زيت الزيتون على المجال البيئي والثروة المائية والموارد الطبيعية بالإقليم، والتذكير بالقوانين المنظمة للمجال البيئي.
وفي تصريح لوكالة المغرب العري للأنباء، أوضح السيد عبد الرحيم الوالي، رئيس مصلحة التواصل بعمالة إقليم تاونات أنه تم اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الاستباقية على غرار السنوات الماضية للحد من التأثيرات السلبية لمادة المرج على المجال البيئي بالإقليم.
وأكد السيد الوالي أن عامل الإقليم أكد خلال اللقاء التواصلي التحسيسي مع أرباب المعاصر على ضرورة احترام القوانين البيئية المعمول بها، مبرزا أن السلطات العمومية عاقدة العزم على التصدي بحزم لهذه الظاهرة المشينة ولن تتوانى في تطبيق القانون الجاري به العمل واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المخالفين.
وأضاف أن المسؤول الترابي دعا أيضا إلى تفعيل دور اللجنة الإقليمية المختلطة لمراقبة مدى احترام أرباب المعاصير لبنود دفاتر التحملات الخاصة بدراسات التأثير على البيئة.
وتابع السيد عبد الرحيم الوالي أنه تم أيضا إحداث محطتين لمعالجة وتبخر مادة المرج بكل من دائرتي قرية ابا محمد وتيسة، وينتظر تأهيل محطة معالجة مادة المرج التي تم إحداثها من طرف جمعية أرباب المعاصر بجماعة تاونات من قبل وكالة الحوض المائي لسبو في إطار اتفاقية شراكة مع مجموعة من القطاعات والمصالح المعنية، فضلا عن برمجة بناء محطتين للمعالجة وتبخر مادة المرج كل من دائرتي تاونات وغفساي.