بمناسبة الذكرى 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.. فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالفقيه بن صالح ينظم ندوة علمية تحت عنوان: “وثيقة المطالبة بالاستقلال 1944م: بين دروس ملحمة الكفاح الوطني ورهان تثبيت الوحدة الترابية المغربية”

احتفاء بالذكرى 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالفقيه بن صالح و بشراكة مع معهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بالفقيه بن صالح والمجلس العلمي المحلي بالفقيه بن صالح ندوة علمية تحت عنوان ” وثيقة المطالبة بالاستقلال 1944م : بين دروس ملحمة الكفاح الوطني ورهان تثبيت الوحدة الترابية المغربية “يوم الأربعاء 11 يناير 2023 بمعهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بالفقيه بن صالح.

وقد انطلقت فعاليات هذا الملتقى العلمي حوالي الساعة العاشرة صباحا بحضور الكاتب العام لعمالة اقليم الفقيه بن صالح ونائب رئيس المجلس الإقليمي واباشا مدينة الفقيه بن صالح والمدير الجهوي للفلاحة ورؤساء المصالح اللاممركزة بالإقليم، وتم افتتاح الملتقى العلمي بآيات بينات من الذكر الحكيم من القاء الأستاذ محمد الشريفي إمام مسجد بالفقيه بن صالح ثم ترديد النشيد الوطني لتتلوه كلمة المدير الجهوي للفلاحة رحب من خلالها بالحضور، ثم كلمة ترحيبية لمصطفى ويزراد مدير معهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة عبر فيها عن استعداده للشراكة الدائمة مع فضاء الذاكرة التاريخية بالفقيه بن صالح في تنظيم تظاهرات علمية بمناسبة تخليد الذكريات الوطنية، أعقبتها كلمة السيدة مديرة فضاء الذاكرة التاريخية بالفقيه بن صالح، عبرت من خلالها على أهمية الاحتفال بهذه الذكرى التي تشكل منعطفا حاسما في ملحمة الكفاح الوطني الذي قاده أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له سيدي محمد بن يوسف بالتحام وثيق مع الشعب وقادة الحركة الوطنية في سبيل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية واستحضار ما يطفح به حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من دروس وعبر لترسيخها في نفوس الناشئة والأجيال الصاعدة، لتنتقل بكلمتها على أهمية تنظيم هذه الملتقيات العلمية التي تندرج في سياق تعميق الحدث التاريخي الزاخر بالأحداث والملاحم البطولية التي خاضها رجال الحركة الوطنية تحت القيادة الرشيدة لجلالة المغفور له السلطان سيدي محمد بن يوسف خلال مرحلة المطالبة بالاستقلال، والنبش في زوايا وخبايا الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية لتعميق البحث العلمي التاريخي حول اسهام الحركة الوطنية المغربية لتثمين الذاكرة التاريخية الوطنية،وانهت كلمتها بالقاء كلمة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المعدة بمناسبة تخليد الذكرى 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

كما عرفت فقرات هذا الملتقى العلمي عرض شريط وثائقي حول ذكرى عيد الاستقلال المجيد. وعلى هامش هذا الملتقى تم تنظيم معرض الإصدارات ومنشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وفيما يخص المداخلات العلمية فقد استهلت بمداخلة الأستاذ محمد عبد الله العبدلاوي : رئيس المجلس العلمي المحلي بالفقيه بن صالح ، موسومة ب” وثيقة المطالبة بالاستقلال براعة استهلال ” تطرق من خلالها لمفهوم الوثيقة لغويا ودينيا مركزا على مضامين الوثيقة ، ثم مداخلة الدكتورة مريم بوزكراوي ،باحثة في التاريخ المعاصر ،ومديرة فضاء الذاكرة التاريخية بالفقيه بن صالح موسومة ب ” ذاكرة الحركة الوطنية خلال مرحلة المطالبة بالإصلاحات بين الحمولة التاريخية والعمل السياسي ” اذ تطرقت من خلال مداخلتها للمسار النضالي لرموز الحركة الوطنية مابين سنة 1934 و1944،مركزة على تنامي العمل الوطني وإحداث منابر صحافية لنشر الوعي الوطني في اوساط المجتمع المغربي والتعريف بالقضية الوطنية للرأي العام الفرنسي والدولي بالإضافة إلى دور الاحزاب السياسية في مطالبة السلطات الإستعمارية الفرنسية في تنزيل الإصلاحات وبنود المعاهدة الحماية الى أرض الواقع،وهو ما مهد لمرحلة مهمة في تاريخ المغرب مستغلين في ذلك الظرفية الدولية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

أما مداخلة الأستاد محسن بوعلالى ،باحث في التاريخ المعاصر فقد جاءت معنونة ب “دور الحركة الوطنية في تقديم المطالبة بالاستقلال: قراءة في السياق والدلالات “تناول الباحث فيها بوادر بروز الحركة الوطنية بالمغرب ، ثم عرج كذلك عن وثائق استقلال طالها النسيان مقارنة مع الصدى السياسي الذي لقيته وثيقة 11 يناير 1944 التي تقدم بها حزب الاستقلال، وأهم العوامل التي حالت دون إشعاعها وسط المناخ السياسي المغربي آنذاك، كما شملت الورقة البحثية كذلك قراءة في أهم دلالات ومضامين الوثيقة.

واختتمت فعاليات هذا الملتقى بمداخلة الأستاذ محمد ايت تفغالين ،باحث في تاريخ المغرب المعاصر فقد جاءت مداخلته موسومة ب” السياسة الإستعمارية اتجاه الحركة الوطنية المغربية قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية من خلال قراءة في وثائق فرنسية “. تطرق من خلالها لملاحظات أساسية حول مفهوم التاريخ والذاكرة ثم مفهومي المقاومة المسلحة والسياسية او الحركة الوطنية، ثم قراءة سريعة في وثيقة فرنسية من منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير .

و تجذر الإشارة ان الجلسة العلمية كانت من تسيير الأستاذ محمد عبيدة عضو المجلس العلمي المحلي بالفقيه بن صالح.