جريدة

جنوب افريقيا تواصل معاكستها للمصالح المغربية .

يبدو أن  تواصل جمهورية جنوب إفريقيا لازالت تحرّشاتها الدبلوماسية” بالمغرب وقضاياه السياسية؛، بحكم “العداء الإستراتيجي والجيوسياسي لمصالح المغرب ووحدته الترابية”.

 

 

 

 

ويبدو أن العلاقات التي عادت رسميا سنة 2016 إثر قطعها سنة 2004 بسبب “اعتراف بريتوريا بالبوليساريو” مازالت تعرف تشنجا حقيقيا، رغم التمثيل الدبلوماسي والتعاون الاقتصادي؛ وهذه المرة ستكون الوضعية أكثر جدية بعدما دعت جمهورية جنوب إفريقيا المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء، ستيفان دي ميستورا، إلى المشاركة في اجتماعات مع كبار المسؤولين في جنوب إفريقيا لمناقشة مسألة الصحراء، حسب ما أعلنته الأمم المتحدة.

عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية، قال إن “جنوب إفريقيا مازالت تصرّ بشكل غير مفهوم على تعكير الأجواء مع المغرب بهذه التحركات التي يمكننا أن نصفها بالهرطقات السياسية والدبلوماسيّة”، مؤكداً أن “بريتوريا من حقّها أن تنصب نفسها كقوة إفريقية فاعلة قاريا، وبالتالي مرشحة لتكون عضوا في مجلس الأمن، لكن شريطة ألاّ يكون ذلك على حساب الوحدة الترابية للبلدان أو على حساب عملها الدبلوماسي”.

 

 

 

 

وأشار أولاد مولود، في تصريحه لجريدة هسبريس، إلى أن “التدخل في الشؤون الداخلية للمغرب والمساس بالتزاماته الدبلوماسية يهدد بتأزيم الوضع وإدخال العلاقات بين البلدين مرحلة الغيبوبة، لكون المغرب حاسما وحازما في مسألة قضيته الوطنية”، مؤكدا أن “المغرب لن يصمت ومن حقه أن يطعن في هذه الزيارة وفي فحواها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكون نزاع الصحراء المفتعل لن يحل إلا مع المغرب، ومع الأطراف المعنية به بشكل مباشر أو غير مباشر”.

 

 

 

 

 

إلى ذلك، لفت المتحدث عينه إلى أن “الجهات الحاكمة في البلد الذي دعا دي ميستورا لا يبدو أنها تراهن على أيّ حل بقدر ما هي رغبة في استمرار الصراعات والنزاعات في إفريقيا، من خلال دعم جبهة انفصالية والاعتراف بها والتسويق لطرحها دون أي احترام لأعراف العمل الدبلوماسي”، خاتما بأن “المغرب تجاوز هذه الهرطقات التي تحاول جنوب إفريقيا أن تدعي من خلالها أنها القوة الإقليمية الحقيقية في القارة، ولذلك هو يواصل العمل في صمت ويجني الثمار على الأرض، ولكنه يتعامل بالشكل المطلوب مع من يتجاوز الحدود”.

 

 

 

 

عبد المغيث بنمسعود اطريدانو، رئيس المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية، قال إن “قبول دي مسيتورا أن يناقش موضوعاً بهذه الحساسية مع دولة غير معنية به وليس لها منصب قيادي على مستوى الاتحاد الإفريقي يعدّ نكسة أممية جديدة، تعيد إلى الواجهة السقطة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سنة 2016″، مؤكدا أن “المنتظم الدولي يعرف أن هناك سوء تقدير كبيرا من طرف بريتوريا بخصوص نزاع الصحراء المفتعل، وأنها راعية للطرح الانفصالي”.

 

 

 

 

وأشار اطريدانو، الذي شغل موضوع الصحراء المغربية اهتماماته لمدّة طويلة، إلى أن “الانتصار المكشوف لفكرة البوليساريو والطرح المعادي للمغرب يجعل مصداقية جنوب إفريقيا لمناقشة الموضوع غير ذات معنى، ولا تستند إلى أساس قانوني أو أخلاقي”، موضحا أن “الدولة التي دعت المبعوث الأممي للصحراء ليست دولة جارة، وبالتالي هي غير معنيّة بهذا الملف لا بشكل مباشر أو غير مباشر”، وزاد: “يقول المثل المعروف من لا مصلحة له لا دخل له، وبالتالي جنوب إفريقيا تضيع الوقت فقط”.

 

 

 

 

 

واسترجع الأكاديمي المغربي التاريخ بالإشارة إلى أن “المغرب كان داعما أساسيا للتحرر في هذه الدولة ودعم نيلسون مانديلا؛ والعلاقة التي جمعته مع عبد الكبير الخطيب توضح أن القيادة الحالية في بريتوريا تواصل التنكر للتاريخ وللمشترك”، خالصاً إلى أن “تمسك هذه الدولة بالأطروحات القديمة نفسها يريد هذه المرة أن يصل حدا قد تكون له تداعياته الدبلوماسية، وهو المساس بملف يوجد على طاولة الأمم المتحدة، والوساطة محسومة فيه لصالح الجهة الأممية، وغير ذلك هو تجاوز وظيفي”.