العلاقة بين الاعلام التقليدي وصانع المحتوى موضوع مداخلة لمدير المعهد العالي للأعلام بعمان.
خلال حضوره جلسة تحالفات المستقبل التكامل بين الاعلام التقليدي وصانع المحتوى المنظمة في العاصمة الأردنية عمان أشار مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال ،عبد اللطيف بنصفية، اليوم الأربعاء أن “أي تحالف بين الإعلام التقليدي وصناعة المحتوى يجب أن يتم في اطار احترام أخلاقيات المهنة”.
وقال السيد بنصفية خلال جلسة عقدت تحت شعار “تحالفات المستقبل: التكامل بين الإعلام التقليدي وصناعة المحتوى”، نظمت في إطار الملتقى الإعلامي العربي الذي تستضيفه العاصمة الأردنية عمان ،إن جميع مكونات الإعلام التقليدي تندرج ضمن ممارسة منظمة، تحكمها التشريعات ومدونة أخلاقيات المهنة على المستويين الوطني والدولي، في حين لا يمثل “صنع المحتوى” أو “التأثير الرقمي” إلا “حقلا للتعبير بالنسبة للأفراد، أو المؤسسات” وذلك ضمن فضاء يحيد عن كل قواعد المهنة”.
وتساءل السيد بنصفية ” إذا كان الإعلام التقليدي ليس صانعًا للمحتوى، فماذا يصنع إذا ؟ وإذا كانت ثمة تحالفات، فهي على أي أساس؟ لم يختلف الإعلام التقليدي على جهات تصنع المحتوى؟”
وأضاف أنه إذا كان هناك من تحالف فيجب أن يكون متوازنا بين فاعلين تحكمهم نفس الضوابط القانونية والمهنية والأخلاقية، ويجب أن يتم من جهة على مستوى التنظيمي والمهني مع التمييز بين الإعلام والتسويق، ومن جهة أخرى على مستوى الرسالة الإعلامية، ثم على مستوى الالتزام الأخلاقي والمجتمعي، وأيضا على مستوى النموذج الاقتصادي الإعلامي.
وأكد المتدخلون خلال هذه الجلسة على الأهمية الحيوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية، التي يجب أن تكون حاضرة بقوة على المنصات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، مع البقاء وفية لقيمها وقواعدها الأخلاقية والمهنية.
وشددوا في هذا الصدد على حتمية التعايش بين وسائل الإعلام التقليدية وأشكال التعبير الجديدة، دون الخلط بين مهنة الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي أو صانعي المحتوى أو المؤثرين.
وأشاروا الى أنه لا مناص من تكوين المهنيين المتخصصين، والاستثمار في تكنولوجيات المعلومات والاتصال الجديدة، وتطوير المنتجات الإعلامية، وملاءمة المحتوى واستهداف الشباب، والمستعملين الرئيسيين والجهات الفاعلة في المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك ليس فقط من اجل الإخبار ،بل أيضا من اجل التعريف بالهوية والثقافة العربية.
الى ذلك لاحظ المشاركون أن الجمهور هاجر نحو أشكال جديدة للإخبار والتواصل ، وذلك لتناولها واقتراحها مواضيع لا تزال من المحرمات في وسائل الإعلام التقليدية، ومنحها لهذا الجمهور فرصة التفاعل، متجاهلة القوانين والقيم الأخلاقية ، والقيود المهنية التي يخضع لها الصحفيون والهيئات المهنية.
وانطلقت امس اشغال الملتقى العربي للإعلام الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – قطاع الإعلام والاتصال – بمشاركة المغرب.
ويمثل المملكة في الملتقى وفد من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل – يتكون من خديجة القرشي رئيسة مصلحة الصحافة المكتوبة وعضو اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني، ونعيمة أبرعوش رئيسة مصلحة تدبير الوثائق ومهدي سدجاري من مديرية التواصل والعلاقات العامة.
ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام، تنظيم الملتقى الأول للمؤثرين وصناع المحتوى في مجال التنمية المستدامة، وحلقة نقاشية حول الأمن السيبراني وتحصين المواقع والمنصات العربية وحمايتها من الاختراقات والهجمات الإليكترونية، والاجتماع ال 20 للجنة العربية للإعلام الإلكتروني، والاجتماع ال 26 لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب.
كما يتضمن جدول الأعمال عدة جلسات عمل حول موضوعات “آفاق التنمية في العالم العربي: التحديات والفرص”، و”دور صناع المحتوى في مكافحة الخطاب المتطرف والتوعية بأهداف التنمية المستدامة”، و”التكامل بين الوسائط التقليدية وإنشاء المحتوى” و”الأخبار الزائفة وتدقيق الوقائع .