جريدة

التساقطات المطرية تنعش الأمال بانقاد الموسم الفلاحي .

خلفت التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها العديد من المناطق المغربية خلال يومين، حالة من الارتياح في نفوس المواطنين الذين استبشروا خيرا بها، بعدما ظلت أخبار الجفاء وشح الموارد المائية تحاصرهم من كل حدب وصوب عبر وسائل الإعلام المختلفة وقرارات السلطات المحلية المقيدة لاستعمال المادة الحيوية.

 

 

 

 

 

وتفيد التوقعات القادمة من مدن الشمال والوسط بأن الساعات الماضية كانت حبلى بالأمطار التي أثلجت صدور الفلاحين، الذين كانوا ينتظرونها على أحر من الجمر، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الفلاحي الجاف مرة أخرى.

 

 

 

 

وحسب فلاحين ومهنيين تواصلت معهم جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن الأمطار المسجلة سيكون لها “وقع مهم على زراعة الحبوب بمناطق شمال ووسط المملكة”، بالإضافة إلى أن هذه التساقطات تجعل الظروف مواتية للزراعات الربيعية.

 

 

 

 

وقال عبد السلام بلكناوية، أحد الفلاحين بحوض اللوكوس، إن هذه التساقطات “جاءت في وقتها وأبهجت الفلاحين”، مؤكدا أنها تنعش الآمال بخصوص تسجيل “محصول زراعي في مستوى مقبول إذا استمرت بشكل منتظم”.

 

 

 

 

وأضاف بلكناوية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الشمندر السكري وقصب السكر والحبوب والقطاني وكلأ المواشي كلها ستستفيد من التساقطات المسجلة”، مفيدا بأن الكثير من الفلاحين لم “يرشوا المبيدات المضادة للأعشاب المضرة بالمحصول بسبب غياب التساقطات لأزيد من 3 أسابيع”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتابع موضحا: “هذه الأمطار ستشجع الفلاحين على رش المبيدات والملحة (فرتيما) لدعم نمو النبات وتغذيتها بالمواد الضرورية من أجل تحسين مستوى الإنتاج”، معربا عن أمله أن تسجل السنة الجارية “محصولا جيدا على مستوى زراعة الحبوب، خاصة إذا عادت التساقطات في النصف الثاني من مارس وأبريل المقبلين”.

 

 

 

 

 

 

من جهته، يرى الخبير في المناخ والماء محمد بنعبو أن الأمطار التي شهدها مجموعة من المناطق ببلادنا، “سيكون لها وقع جد إيجابي على الفرشة المائية، والمشهد البانورامي الذي كان يتسم بالجفاف”.

 

 

 

 

 

وأضاف بنعبو،، أن هذه التساقطات ستخلف “تحولا جذريا على مستوى الطبيعة والقطاع الفلاحي الذي سينتعش بعودة اليد العاملة النشطة إلى الضيعات، ما سيكون له وقع اجتماعي واقتصادي مهم”.

 

 

 

 

 

وأشار الخبير ذاته إلى أن العجز المائي الذي سجلته المملكة، المقدر بـ 70 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، “من الصعب جدا أن يمكن منخفض رطب في 24 أو 48 ساعة من تغطيته”.

 

 

 

 

 

وأوضح أن حوض اللوكوس سجل هذه السنة نسبة عجز في التساقطات بلغت “90 بالمائة، وهذه النسبة من العجز لن تغطيها 60 ملمترا في طنجة أو تطوان أو العرائش”.

 

 

 

 

 

وزاد مبينا: “ينبغي أن نجزم بأن هذه التساقطات لن تغطي العجز، إلا أن توقيتها جيد لأنها تأتي في فترة الليالي من فصل الشتاء، وتعطي فرصة لتعبئة الفرشة بشكل طبيعي وطرق انسيابية دون تدخل الإنسان”، مؤكدا أن الفرشة المائية خلال هذه المرحلة تكون “في حاجة إلى التعبئة والأمطار”.

 

 

 

 

 

ودعا بنعبو إلى ضرورة الاستمرار في دينامية “التعبئة والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة في شخص وزارتي الداخلية والتجهيز والماء، والقرارات العاملية التي صدرت في عدد من الأقاليم”، معتبرا أن التساقطات المسجلة “لا ينبغي أن تنسينا الإجراءات التي قمنا بها وتبقى استباقية واحترازية وتحسيسية في الوقت نفسه، لأن المنحى التنازلي مازلنا فيه والأمطار المسجلة لن تغطي العجز المائي المسجل في مجموعة من الأحواض المائية”.