يبدو أن الشرق الأوسط سيشهد فصل اخر للصراع بين إسرائيل وإيران بعد إطلاق جيش الأخيرة أكثر من 100 مسيرة باتجاه تل أبيب ردا على على قصف الجيش الإسرائيلي قنصلية طهران في دمشق مطلع أبريل الجاري، في عملية أطلقت عليها اسم “الوعد الصادق”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعات مبكرة من صباح الأحد (بالتوقيت المحلي) أنه أطلق صفارات الإنذار في كيبوتس بالقرب من الحدود اللبنانية فجر الأحد، بعدما شنت إيران هجوما بمسيرات على إسرائيل.
وقال الجيش العبري في بيان “دوت صفارات الإنذار في كيبوتس سنير في شمال إسرائيل”.
“رعب” إيران يوقف المجازر بفلسطين
وتزامنا مع الهجوم الإيراني، كشفت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري، ليل اليوم السبت، بأن المتمردين الحوثيين في اليمن أطلقوا مسيرات باتجاه إسرائيل، تزامنا مع الهجوم الإيراني على الدولة العبرية.
وأعلن التلفزيون الإيراني الرسمي أن الحرس الثوري شن هجوما “واسعا بمسيرات وصواريخ” في اتجاه إسرائيل، التي نسبت لها طهران استهداف قنصليتها في دمشق، وأودت بسبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران في فيلق القدس.
ونقل التلفزيون عن العلاقات العامة في الحرس الثوري أنه “ردا على الجرائم العديدة التي ارتكبها النظام الصهيوني، وخصوصا الهجوم على الفرع القنصلي لسفارة جمهورية إيران الإسلامية في دمشق واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكريين لبلادنا في سوريا، أطلقت القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني عشرات الصواريخ والمسيرات على أهداف محددة داخل الأراضي المحتلة”.
وذكرت وكالة أرنا الرسمية للأنباء أن “موجة أولى من الصواريخ البالستية” تم إطلاقها “بعمق داخل الأراضي المحتلة”.
وعبّر اللواء يحيى رحيم صفوي، كبير مستشاري مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، عن ارتياحه لأن اسرائيل “تشعر بالهلع” من “انتقام إيران وصفعتها المرتقبة”.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” عن اللواء صفوي قوله يوم أمس الجمعة إن “الصهاينة يعيشون في حالة رعب منذ أسبوع وأعلنوا الاستنفار وأوقفوا هجومهم المرتقب على رفح لأنهم لا يعرفون ماذا تريد إيران فعله ومتى وكيف سيكون ردها، ولذلك فإن الخوف يلف الكيان الصهيوني وحماته”.
استنفار بالشرق الأوسط
أعلنت السلطات الملاحية في إسرائيل أنه سيتم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي اعتبارا من الساعة التاسعة والنصف ليلا بتوقيت غرينيتش.
هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن بدورها أعلنت إغلاق أجوائها أمام جميع الطائرات الوافدة والمغادرة والعابرة للأجواء مؤقتا، وذلك “في ضوء تصاعد المخاطر المحيطة في المنطقة”.
كما أعلن كل من العراق ولبنان إغلاق مجالاتها الجوية.
وأعلنت هولندا السبت إغلاق سفارتها في إيران وقنصليتها في إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق “في إجراء وقائي”.
ويوم أمس الجمعة، أعلنت الخطوط الجوية الألمانية “لوفتهانزا” وشركة الطيران النمسوية “أوستريان إيرلاينز” التابعة لها تعليق الرحلات من طهران وإليها حتى الخميس 18 أبريل.
وجددت دول عدة، بينها فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، دعوة رعاياها لعدم التوجه إلى إيران.
البيت الأبيض يدعم إسرائيل
وقال البيت الأبيض والجيش الإسرائيلي إن وصول المسيرات إلى إسرائيل سيستغرق “ساعات عدة”.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن “إيران أطلقت مسيرات من أراضيها في اتجاه إسرائيل”، مضيفا “نراقب التهديد في المجال الجوي. إنه تهديد سيستغرق ساعات عدة للوصول إلى أراضي دولة إسرائيل”.
وأضاف “نحن نعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة للتحرك ضد عمليات إطلاق (المسيرات) واعتراضها”.
قال مسؤول أميركي لقناة “الجزيرة” القطرية، إن الولايات المتحدة سوف تدافع عن إسرائيل وستسعى للتصدي للهجوم الإيراني المحتمل، معربا عن قلق واشنطن العميق إزاء احتمال شن إيران هجوما واسعا على إسرائيل.
وأضاف: “قدراتنا العسكرية الإضافية باتت في مواقعها وجاهزة للتصدي لأي هجوم من إيران ووكلائها”.
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أكد بدوره اليوم السبت خلال مكالمة أجراها مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أن “إسرائيل يمكنها الاعتماد على واشنطن في وجه أي هجمات من جانب إيران ووكلائها الإقليميين”.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إنه بحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع بالشرق الأوسط، و”جددت التزامنا الصارم بأمن إسرائيل”.
تنديد أوروبي بالهجوم “المتهور”
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عبر منصة “إكس” إن الاتحاد الأوروبي “يدين بشدة” هجوم إيران بمسيرات وصواريخ مساء السبت على إسرائيل، منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطير للأمن الإقليمي”.
وقال بوريل إن “الاتحاد الأوروبي يدين الهجوم الإيراني غير المقبول على إسرائيل. إنه يشكل تصعيدا غير مسبوق وتهديدا خطيرا للأمن الإقليمي”.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال “إلى بذل كل ما هو ممكن لمنع تصعيد إقليمي جديد”، وقال ايضا عبر إكس “ينبغي تجنب إراقة مزيد من الدماء. سنواصل متابعة الوضع من كثب مع شركائنا”.
من جانبه، ندد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بالهجوم الإيراني “المتهور” بواسطة مسيرات وصواريخ على إسرائيل، مؤكدا أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن اسرائيل”.
وقال سوناك في بيان “إلى جانب حلفائنا، نعمل في شكل حثيث على ضمان استقرار الوضع والحؤول دون تصعيد إضافي. لا أحد يريد أن يرى إراقة مزيد من الدماء”، وأضاف “أدين بأشد العبارات الهجوم المتهور للنظام الإيراني ضد إسرائيل”.
وزاد “هذه الضربات تهدد بتأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة. لقد أظهرت إيران مرة أخرى أنها عازمة على نشر الفوضى في محيطها”.
وأكد أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل وأمن جميع شركائنا الإقليميين، بما في ذلك الأردن والعراق”.
مساعٍ مصرية لاحتواء التصعيد وتأهب عسكري
وأعربت مصر، مساء اليوم السبت، عن “قلقها البالغ” تجاه ما جرى الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل، ومؤشرات التصعيد الخطير بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مطالبة ب “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر”.
واعتبرت وزارة الخارجيىة المصرية في بيان أن” التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية حاليا؛ ما هو إلا نتاج مباشر لمخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والأعمال العسكرية الاستفزازية التي تمارس في المنطقة”.
وذكر البيان أن القاهرة “على تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها”.
وأكدت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من الحكومة نقلا عن مصدر أمني رفيع أن “الدفاعات الجوية في حالة تأهب قصوى”.
وذكرت القناة نقلا عن مسؤول مصري أمني كبير أن “خلية أزمة (…) تتابع من كثب تطور الوضع وترفع تقاريرها الى الرئيس عبد الفتاح السيسي ساعة بساعة”.