واستطاع أحمد الطاهري في هذا الكتاب، الواقع في 240 صفحة من القطع المتوسط، والصادر حديثا عن دار النشر (سليكي أخوين)، خلق عمل أدبي جنيس بين التوثيق الصحفي والسرد الروائي. حيث استعاد فيه، خلال فصلين اثنين، أبرز محطات مواكبته الإعلامية في كل من الجزائر ولبنان (2001 – 2008) والبحرين (2013 – 2017)، حين كان مراسلا لوكالة المغرب العربي للأنباء.
ولم يبخل الكاتب على القراء بفصل ثالث جادت فيه قريحته بمجموعة من النصوص السردية التي حررها خارج الفضاء المهني في قالب قصصي، بعضها حول “الفقدان الفادح”، وأخرى حول قضايا وظواهر مجتمعية معينة.
وكتب الإعلامي نزار الفراوي، وهو صحافي بوكالة المغرب العربي للأنباء، في تقديم الكتاب، “إن صدور هذا العمل لحظة احتفالية بالنسبة لجمع واسع من النخبة الثقافية والإعلامية التي انتمى لها أحمد الطاهري”.
ووصف الفراوي اللغة التي صيغ بها المؤلف بأنها “كصاحبها، أنيقة شفافة، لكنها نافذة لاذعة، طافحة بتوتر تفضحه الكلمات والإيقاع وتقطيع الجمل والفقرات”.
من جهته، قال أحمد الطاهري في تصريح للصحافة بالمناسبة، “إن الأدب يسكنه منذ الطفولة”، مبرزا أنه “طالما كان مولوعا بالشعر والرواية حتى قبل ولوج مهنة الصحافة التي دخلها صدفة”.
وأضاف أن تجربته باعتباره مراسلا لوكالة المغرب العربي للأنباء ” أغنت أسلوبه وشحذت قلمه، كونها أتاحت له الفرصة لمواكبة أحداث غيرت معالم المنطقة العربية سياسيا واجتماعيا”، مشيرا بالخصوص، إلى فترة مواكبته كمراسل بالجزائر للأحداث التي تلت “العشرية السوداء” وما رافقها من “كوارث طبيعية وقلاقل أمنية”.
كما استعاد الكاتب، في نفس السياق، فترة مواكبته للأحداث في لبنان، واصفا إياها “بذروة مساره المهني، بالنظر إلى الوقائع المفصلية التي عصفت بالبلاد والمنطقة من حروب وأزمات سياسية متتالية في تلك الفترة”.
وأشار الكاتب أيضا إلى أن “مواكبته الإعلامية في البحرين كانت ذات وتيرة عادية في ظل استقرار اجتماعي وسياسي، وهو ما أتاح المساحة للجانب الثقافي الذي طغى على تقاريره في تلك الفترة”.
وعن الطابع السردي والروائي الذي يميز آخر فصول الكتاب، قال الطاهري إنه “تحرر فيها من القيود التي يفرضها الأسلوب التقريري في العمل الصحفي، منعتقا من إكراهات اللغة ومطلقا العنان لقلمه ليرسم ما يموج به الوجدان كلمات وصورا لشخصيات يفتقدها وأحداث يومية بسيطة تترك أثرها في روحه”.
وتتواصل فعاليات الدورة ال 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة وجهة الرباط سلا القنيطرة وجماعة الرباط. وتشهد هذه الدورة مشاركة 743 عارضًا يمثلون 48 دولة، مع حلول اليونسكو ضيف شرف.