كما كان متوقعا، انطلق الحفل ليلا ليتحول كل شيء بعد ذلك إلى أمور غير متوقعة ! تتوالى العروض الآسرة الواحدة تلوى الأخرى، لكنها ليست متشابهة بالمرة. تارة بالموسيقى، وتارة أخرى بالغناء. قطع حيوية بشكل خاص، ثم نغمات موسيقية حزينة إلى حد ما. مشهد آسر يجعل المتفرج يترنح بين حالات نفسية مختلفة.
وهو ما تقصده كاندي دولفر، الفنانة التي تمزج بين موسيقى الجاز والفانك والبوب، من خلال هذا العرض. الحياة لحظات فرح وحزن. وتقول الفنانة في فاصل، أن “أهم شيء هو التشبث بالأمل الذي يمنح الحياة، والقبول باختلافاتنا لنبقى / نعيش معا ونعيد الحب إلى هذا العالم”.
وقدمت هذه الفنانة وصلات موسيقية من أشهر أغانيها من قبيل “The message”, “No perspective”, “YeahYeahYeah”, “The climb”, “Lily was here”… ” بشكل رائع وتعايش مثالي، في حفل ألهب حماس عشاق الموسيقى والجماهير التي حجت إلى مكان الحفل.
الأجواء بمنصة أنفا كانت مشحونة بالأحاسيس. يتبادل أعضاء المجموعة النظرات والابتسامات والفرح المشترك ليبدعوا في تقديم طبق غنائي متميز تفاعل معه الجمهور الذي تجاوب مع الأداء والفقرات الموسيقية بحماس منقطع النظير.
ثم احتفظت كاندي بالأفضل حتى آخر لحظات الحفل ! فمع أداء المجموعة للمقطوعة الأخيرة، اعتلت المعلمة هند النايرة المنصة بشكل رائع، حيث قدمت مزيجا موسيقيا يجمع بين أصوات الجاز والعمق الغامض لموسيقى كناوة التي تؤدى بآلات “الكمبري” و”القراقب”.
أداء سحري بمزيج موسيقي فريد من نوعه. تمتزج نغمات الساكسفون والغيتار مع الإيقاعات وأغاني الفن التقليدي لكناوة، مما خلق مشهدا غنائيا غنيا ومؤثرا بشكل كبير.
واختتم الحفل الذي دام لساعة ونصف باندماج بارع للونين الموسيقيين لقي استحسان وتجاوب الجماهير، وبالتالي جعل من التفاعل الرائع بين الاستثنائية كاندي دولفر وهند النايرة، تجربة موسيقية غير آبهة للنسيان باعتبارها سلطت الضوء على الثراء الثقافي والتنوع الذي يحتفل به مهرجان جازابلانكا.
وفي مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء ، أعربت كاندي دولفر عن انبهارها بتطور مهرجان جازابلانكا، مؤكدة على أهمية هذا المهرجان الذي يمزج بين الأنواع الموسيقية.
وقالت “ما يعجبني في موسيقى جازابلانكا هو أنها تمزج بين الألوان الموسيقية. هناك العديد من المهرجانات في العالم بموسيقى الروك أو الهاوس أو البوب، ولكن هذا النوع من المهرجانات يحظى بمكان كبير في قلبي”.
كما أشادت كاندي ببرنامج المهرجان والاهتمام بالفرق الموسيقية الفريدة، قائلة إنها “سعيدة للغاية لارتباطها بالمعلمة هند النايرة في عرض موسيقي اندماجي”.
وتابعت “إن المشاركة في جازابلانكا ومشاركة المسرح مع فنان موهوب مثل كاندي دولفر هي تجربة مذهلة. هذا التعاون يظهر جمال الموسيقى التي تتجاوز الحدود والأنواع”.
وأضافت ” مساري كفنانة في اللون الكناوي هي رحلة غنية ومثيرة، كوني امرأة في هذا المجال التقليدي يمثل تحديا، ولكنه أيضا مصدر فخر كبير”.
يذكر أن مهرجان جازبلانكا ، الذي يتواصل اليوم بمنصة أنفا وساحة الأمم المتحدة، أضحى ضمن قائمة المهرجانات الدولية الكبرى، حيث يساهم منذ 2006 في تنوع المشهد الموسيقي والثقافي بالمغرب.
تخللت مسار جازابلانكا سلسلة من أهم الأحداث والحفلات الموسيقية لفنانين أسطوريين إلى جانب الاكتشافات الموسيقية المتنوعة والمتعددة الآفاق.
يهتم المهرجان بتجديد برامجه باعتماد تشكيلة يتزايد الطلب عليها مع الرغبة في تقديم حفلات موسيقية استثنائية، واكتشاف مزيد من المواهب الجديدة.