أكاديمي : دعم 64 عضو من أعضاء الكنيست للحكومة يشكل تحديا كبير للمعارضة
ميدياأونكيت 24
رأى محاضر العلوم السياسية بالجامعة العبرية يوناثان فريمان أن بقاء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم 64 من أعضاء الكنيست (البرلمان) يشكل تحديا كبيرا أمام المعارضة لإسقاطها.
وفي حديثه للأناضول لفت فريمان إلى وجود استقطاب بأوساط المعارضة بين من سيقودها لإسقاط حكومة نتنياهو في أي انتخابات قادمة، وخصوصا بين زعيم “الوحدة الوطنية” بيني غانتس وزعيم “هناك مستقبل” يائير لابيد وزعيم حزب “العمل” يائير غولان.
وقال: “حتى باستقالة غانتس التي تدخل حيز التنفيذ بعد 48 ساعة من تقديمها، فإن الحكومة لا تزال تتمتع بالأغلبية، وعلينا أن نتذكر أيضًا أن هذه الحكومة، وهذا الائتلاف، كان موجودًا حتى قبل الحرب”.
وأضاف: “فقط بعد بدء الحرب بأيام قليلة، انضم غانتس إليها، لكنها كانت موجودة من قبل، لذا، فإنه من الناحية الفنية لا يزال بإمكان الحكومة العمل ولا تزال تتمتع بالأغلبية”.
ولفت المحلل إلى أنه بالمقابل “لا يوجد وحدة على الجانب الآخر خلف شخصية كما يوجد خلف نتنياهو في الأحزاب التي تدعمه”.
وقال: “لدينا غانتس، ولدينا يائير لابيد، وهناك خلاف بينهما حول من يفترض أن يقود، ولدينا أيضًا لاعب جديد وهو رئيس حزب العمل يائير غولان، الذي يقول الآن أيضًا، سأقوم بتوحيد الجميع”.
وأضاف: “لذلك يقول الجميع سنقوم بتوحيد المعارضة، لكن هناك ثلاثة أشخاص مختلفين يقولون ذلك. وهذا يعطي أيضًا اليد العليا لنتنياهو لمواصلة ائتلافه، حتى إذا كانت هناك انتخابات جديدة، وذلك بسبب الانقسام الذي قد يكون في المعارضة”.
وكان غانتس ربط استقالته بعدم الرضى عن قرارات نتنياهو بشأن الحرب، لكن مراقبين يقولون إن للقرار صلة بانخفاض شعبيته في استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الأخيرة بسبب عدم قدرته على التأثير على سياسات نتنياهو.
ومنذ انضمامه الى الحكومة في 11 أكتوبر الماضي، لم يختلف غانتس كثيرا مع نتنياهو بشأن الحرب، بل شكل غطاءً لقبول الإدارة الأمريكية لقرار إسرائيل التوغل البري في رفح بعد أن كانت تعارضه بشدة.
ولذلك قال فريمان: “ما يعنيه ذلك بالنسبة للحرب في غزة، هو أمر مهم للغاية، أنا لا أرى أي تأثير يذكر، إن وجد، على الطريقة التي تختارها إسرائيل حاليًا للقتال في غزة”.
وأضاف: “حسنًا، هناك من يقولون إنه بمغادرة غانتس للحكومة فإن العناصر الأكثر تطرفًا هي التي ستتخذ القرارات وستقوم بكل الأشياء المختلفة، والتي يدعو إليها بعض هذه العناصر، على سبيل المثال، بناء المستوطنات في غزة وغيرها”.
وتابع: “أود أن أقول أن هذا ليس هو الحال، في النهاية إذا نظرت إلى ما يقوله غانتس بشأن الحرب في غزة، فإنه لا يوجد فرق كبير عما يقوله مقارنة بنتنياهو”.
وأردف فريمان: “كما قال بيني غانتس، حتى في خطابه بالأمس (الأحد)، إنه سيدعم أي مبادرة حكومية من الخارج في هذا الشأن”.
واعتبر أن تصريحات غانتس عن دعمه، من خلال مقاعد الكنيست، لأي مبادرة للحكومة بشأن الأسرى الإسرائيليين في غزة بأنها دعم إضافي لنتنياهو.
وقال: “حتى لو كان هناك بعض استعراض العضلات الذي تمارسه بعض العناصر في ائتلاف نتنياهو بقولها إنها لن نصوت لصالح الصفقة مع حماس، فإنه يمكن لنتنياهو الاعتماد على الحصول على الأصوات لصالح مثل هذه الصفقة بدعم من الخارج يمكن أن يقدمها غانتس”.
وعن تأثير انسحاب غانتس من الحكومة وإمكانية حل حكومة الحرب قال: “نتنياهو في النهاية، كما كان الحال طوال الوقت، له وزن كبير في الطريقة التي تُدار بها هذه الحرب”.
وأشار إلى أنه رغم حديث وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن انضمامهما إلى حكومة الحرب فإنه “إذا لم يؤمن نتنياهو بذلك، فلن يحدث”.
ولم يعلق فريمان كثيرا من الأهمية على تهديدات بن غفير وسموتريتش بشأن مغادرة الحكومة في حال التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى إسرائيليين بفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف لإطلاق نار في غزة.
وأضاف: “أعتقد أنهم سيقولون: لقد حاولنا، لقد صوتنا ضد الاتفاق ولكن تمت المصادقة عليه، وسنبقى في الحكومة لمحاولة التأثير من الداخل، وهو أكثر وأفضل مما لو كنا في الخارج”.
وتابع: “لذلك، رغم أنهم يقولون إنهم ضد الاتفاق وإنهم سيغادرون، فهناك طرق للنزول من الشجرة بالقول لقد حاولنا أو عارضنا ذلك أو حصلنا على شيء في المقابل، لقد جعلنا الظروف أكثر قسوة، وغيرها من الأشياء المختلفة”.
وذكر فريمان أن أحزاب اليمين المتشدد تدرك جيدا إنه إذا ما سقطت الحكومة فإنها ستجري انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن لا نتنياهو ولا هذه الأحزاب ستفوز فيها.
وقال: “كما تعلمون، قد لا يريدون إجراء انتخابات جديدة، لذلك، رغم أنهم قد يقولون إنهم سيغادرون، إذا كان ذلك يعني أنه سيكون لديهم تأثير أقل على سياسات الحكومة، وإذا كان ذلك يعني أن الحكومة قد تخوض انتخابات جديدة، وهناك احتمال أيضًا أن يكون هناك شخص آخر غير نتنياهو سيصبح رئيسًا للوزراء فإنهم لن يبادروا الى ذلك”.
وأضاف: “لذلك كانت هناك حوادث وحالات مختلفة اختلفوا معها، وما زالوا في الحكومة، وأنا لست متأكدًا من أنهم سينفذون حقًا ما يقولون إنهم سيفعلونه”.
وتشير استطلاعات الرأي في إسرائيل إلى أن المعارضة ستحصل على عدد أكبر من المقاعد من كتلة نتنياهو فيما لو جرت انتخابات اليوم.
لكن فريمان رأى أن ذلك يستدعي الوحدة من قبل الأحزاب المعارضة خلف شخصية تقودهم في مواجهة نتنياهو.
ورغم أن غانتس هو الأكثر شعبية من بين شخصيات المعارضة، وفقا لاستطلاعات الرأي، قال فريمان إنه ليس متأكدا من أن المعارضة ستصطف خلفه.
وقال: “أعتقد أنه (غانتس) قد يشعر أو أن هناك من ينصحه بأنه إذا استقال فإن ذلك قد يساعده على اكتساب المزيد من الشعبية لدى الجمهور”.
وأضاف: “لست متأكدًا من أن الأمر سينجح معه حاليًا، لأنه كان في الحكومة منذ أشهر. إذا كان يعتقد حقاً ما قاله بالأمس، بأن هذه حكومة سيئة. فلماذا كان في الحكومة لمدة سبعة أشهر بالفعل؟ هذا ليس له أي معنى”.
وأشار إلى إن غانتس “يراهن على أن المعارضة ستدعمه بطريقة أو بأخرى إذا جرت انتخابات جديدة في وقت ما في المستقبل”.
وقال: “لكن في الوقت الحالي، المعارضة منقسمة للغاية، وأجد صعوبة في تصديق أن أيًا من غانتس أو لابيد، يميل في هذه المرحلة الزمنية إلى الاستسلام والقول: سوف أتراجع وأنت ستكون وجه الحركة، وعلينا ان ننتظر ونرى”.
وفي سياق آخر، كشف استطلاع جديد للرأى أن 45 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة في أكتوبر 2024، وأنه في حال أجريت الانتخابات اليوم فستحصل المعارضة على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة.
جاء ذلك في استطلاع نشرته القناة “12” الإسرائيلية الخاصة، مساء الاثنين، بعد يوم من إعلان رئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس الانسحاب من مجلس الحرب.
وحال أجريت الانتخابات اليوم، سيكون “معسكر الدولة” هو الحزب الأكبر بـ22 مقعدا (من أصل 120 بالكنيست).
مع ذلك تراجع غانتس بثلاثة مقاعد مقارنة بآخر استطلاع للرأي، وهو ما أرجعته القناة إلى استقالته.
وبحسب الاستطلاع، سيكون الليكود بزعامة نتنياهو ثاني أكبر حزب ويفوز بـ19 مقعدا، ويقل بمقعدين مقارنة باستطلاع سابق.
ثالث أكبر حزب سيكون “هناك مستقبل” برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد، بـ15 مقعدا بزيادة مقعدين مقارنة بالاستطلاع السابق.
وبحسب نتائج الاستطلاع، حصل حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان على 13 مقعدا ليصبح بذلك رابع أكبر الأحزاب الإسرائيلية، يليه حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) برئاسة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير وحزب “شاس” الديني بقيادة أرييه درعي بـ10 مقاعد لكل منهما، فيما سيحصل تحالف “العمل-ميرتس” بزعامة يائير غولان على 9 مقاعد.
كذلك، حصل حزب “يهدوت هتوراه” (يهودية التوراة) الديني بقيادة وزير البناء والإسكان يتسحاق جولدكنوبف على 8 مقاعد، وحزبا “القائمة العربية المشتركة” بقيادة منصور عباس و”الجبهة-العربية للتغيير” على 5 مقاعد لكل منهما.
فيما حصل حزب “الصهيونية الدينية” بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على 4 مقاعد.
وأشارت النتائج إلى عدم تجاوز حزب ” التجمع الوطني الديمقراطي” (حزب عربي قومي) نسبة الحسم التي تمكنه من دخول الكنيست، والتي تصل إلى 3.25 بالمئة من إجمالي أصوات الناخبين وحصوله على 2.6 بالمئة من الأصوات فقط، وكذلك الحال بالنسبة لحزب “أمل جديد” برئاسة جدعون ساعر بحصوله على 1.6 بالمئة فقط من الأصوات.
وبحسب الاستطلاع، حصلت كتلة المعارضة على 61 مقعدًا والائتلاف الحكومي الحالي بقيادة نتنياهو على 51 مقعدا، بخلاف الـ5 مقاعد الخاصة بـ”الجبهة-العربية للتغيير” والذي لم يحسم موقفه من الانضمام للمعارضة.
ويجب على الحزب الفائز في الانتخابات والذي يتم تكليفه بتشكيل الحكومة الحصول على توصية 61 نائبا بالكنيست.
وردا على سؤال، متى ينبغي إجراء انتخابات الكنيست في رأيك؟، قال 45 بالمئة من الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع أنهم يؤيدون إجراء الانتخابات في أكتوبر 2024، بمناسبة مرور عام على الحرب.
وقال 25 بالمئة إنهم يؤيدون إجراء الانتخابات بعد انتهاء الحرب، و24 بالمئة أيدوا إجراء الانتخابات في موعدها الأصلي نهاية عام 2026.
وأجاب 6 بالمئة من أفراد عينة الاستطلاع بـ “لا أعرف”، وفق المصدر ذاته.
ولدى سؤال حول أيهما أنسب لرئاسة الوزراء نتنياهو أم زعيم المعارضة يائير لابيد، حصل رئيس الوزراء الحالي على 33 بالمئة من إجمالي المستطلعين مقابل 27 بالمئة للابيد.
وأجاب 35 بالمئة بأن لا نتنياهو ولا لابيد مناسبان للمنصب، وأجاب 5 بالمئة بـ”لا أعرف”.
وفيما يتعلق بأيهما أنسب لرئاسة الوزراء نتنياهو أم بيني غانتس، تقدم غانتس بنسبة 32 بالمئة مقابل 31 بالمئة لنتنياهو، وأجاب 32 بالمئة بأن لا نتنياهو ولا غانتس مناسبان لهذا المنصب، وأجاب 5 بالمئة بـ “لا أعرف”.
وفي الاستطلاع السابق، تقدم نتنياهو على غانتس من حيث الأنسب لشغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة، حيث حصل نتنياهو على 36 بالمئة مقابل 30 بالمئة لغانتس.
والاثنين، أعلن غانتس انسحابه من حكومة الطوارئ كوزير بمجلس الحرب، بعدما انتهت مهلة منحها لنتنياهو لوضع إستراتيجية واضحة للحرب وما بعده.