تتجه الاضواء المغربية نحوى دورة الالعاب الاولمبية بباريس، التي سيتم انطلاقها رسميا ،يوم 26 من الشهر الجاري والأعين على المنتخب الالمبي المغربي لكرة القدم، لتدكير بانجاز اسود الاطلس بمنديال قطر 2022 وتعزيز مكانته مع كبار العالم .
يقص المنتخب الأولمبي المغربي، تحت قيادة الإطار الوطني طارق السكيتيوي، شريط المنافسة بمواجهة ساخنة ضد المنتخب الأرجنتيني، المرشح بقوة للفوز بالميدالية الذهبية، ضمن المجموعة الثانية التي تضم كذلك كلا من أوكرانيا والعراق.
وتتباين الآراء وتختلف حول التطلعات والانتظارات بخصوص المشاركة المغربية الثامنة في الألعاب الأولمبية، إذ يتفاءل البعض بلعب أدوار طلائعية خلال هذه الدورة، في الوقت الذي يرى آخرون أنها ستكون مشابهة لسابقاتها التي عجز فيها الأولمبيون عن تجاوز دور المجموعات.
المحلل الرياضي والإعلامي بدر الدين الإدريسي يعتقد أن المنتخب الأولمبي المغربي “لم يصل إلى أولمبياد باريس بأفضل تشكيل ممكن”، بسبب الغيابات الوازنة لعناصر المنتخب نتيجة “ممانعة الأندية الأوروبية في تسريح لاعبيها بناء على ثغرة في اللوائح التنظيمية لمسابقة كرة القدم، هي أن المسابقة غير مدرجة ضمن لائحة مسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم”.
وقال الإدريسي، ضمن مصادر صحفية ، إن هذه الثغرة أعطت “الحق للأندية إما أن تتشبث بلاعبيها أو تترك لهم حرية المشاركة، والكثير من العناصر التي كانت تشكل 60 بالمائة من المنتخب الأولمبي لم يسمح لها بالحضور، في طليعتها شادي رياض، وهو من العناصر الأساسية”، مؤكدا أن أكثر خط تضرر من الغيابات الوازنة للاعبين الأساسيين، هو خط الدفاع.
وأضاف الإدريسي أن هذا الوضع سيجعل المهمة الأكبر عند طارق السكيتيوي هي “سد الفراغات في خط الدفاع باعتماد منظومة دفاعية تشتغل بشكل جيد عند فقدان الكرة ومحاولة استرجاعها، ومحاولة الضغط وإرباك المنتخب الأرجنتيني والحيلولة دون إخراجه الكرة بطريقة سهلة وسلسلة”.
واستدرك المتحدث قائلا: “لكن أتصور أن البطولات فيها يولد الأبطال والكثير من النجوم، وبالتالي لا يمكن أن نقلل من شأن ولا قيمة اللاعبين المتواجدين في اللائحة التي اختارها طارق السكيتيوي، والتعثرات التي عرفتها الاستعدادات والغيابات الوازنة يمكن أن تكون حافزا من أجل تقديم مستوى جيد خلال هذه الدورة من الألعاب الأولمبية”، معتبرا أن البداية ستكون “صعبة وقوية جدا أمام منتخب أرجنتيني يأتي إلى هذه البطولة الأولمبية وهو يراهن على الفوز بالميدالية الذهبية لاستكمال عقد الإنجازات الكبيرة لكرة القدم الأرجنتينية، بعد تحقيق كأس العالم وكوبّا أمريكا”، مشددا على أن هناك طموحا كبيرا لدى راقصي التانغو للفوز بـ”البطولة لإكمال العقد الفريد مع هذا الجيل الذهبي”.
عكس التخوفات التي أثارها الإدريسي، يبدو لاعب المنتخب الوطني السابق حسين أوشلا واثقا من ذهاب الأولمبي المغربي إلى أبعد مدى في البطولة العالمية، إذ قال: “عندي يقين بأن المنتخب المغربي سيصل إلى أبعد الحدود في هذه الإقصائيات”.
وأوضح أوشلا، في احدى المنابر الاعلامية ، بشأن رفض عدد من الأندية الأوروبية السماح للاعبيها بالمشاركة في الأولمبياد، أن الأمر عادي بالنسبة له، “لأن أي مدرب في الأندية الأوروبية في مرحلة الإعداد للموسم المقبل يفضل بدء عمله بالمجموعة مكتملة، لأن فيها يتم ضبط الشق التكتيكي وفهم طريقة اللعب في الملعب”، معتبرا أن هذا الأمر “هو الذي يعيق البداية الموفقة للمدربين في بداية الموسم”.
وأفاد اللاعب الدولي السابق بأن العناصر الجاهزة والحاضرة اليوم مع المنتخب الأولمبي، “لن يواجه معها طارق السكيتيوي أي مشكل، لأننا سنجد 3 عناصر جديدة، أما اللاعبون الآخرون فكلهم لعبوا مع وليد الركراكي، وهو أمر سيسهل العمل على الناخب الوطني لكي يبلي البلاء الحسن في الأولمبياد”.
وتابع المتحدث مبينا أن الإقصائيات “ستمنح السكيتيوي تطورا كبيرا في مسيرته الكروية”، مشددا على أن التشكيلة الموجودة يمكنها أن تصل إلى “أبعد حد في إقصائيات البطولة الأولمبية، لأنها تضم لاعبين في مستوى كبير، مثل حكيمي والخنوس وبن الصغير، وكذلك رحيمي الذي لم يكن يتوقع أحد أن تتم المناداة عليه في اللائحة”.
وزاد أوشلا: “هؤلاء لاعبون لديهم الكثير ليمنحوه للمنتخب الوطني في هذه الإقصائيات، وأنا مطمئن لهذه المجموعة التي ستبلي البلاء الحسن رغم المجموعة والمباراة الأولى الصعبة ضد الأرجنتين”، وفق تعبيره.
ويراهن المنتخب الأولمبي المغربي في مبارياته على الدعم الجماهيري الكبير من الجالية الكبيرة في بلدان القارة العجوز، التي يتوقع أن تشكل دافعا وحافزا قويا لأبناء السكيتيوي من أجل خوض بطولة قوية، خاصة أمام المنتخب الأرجنتيني بمدينة سانت إتيان، التي ستحتضن أيضا المباراة الثانية أمام المنتخب الأوكراني، قبل أن مواجهة المنتخب العراقي الشقيق في مدينة نيس.