وجاء في نص النداء، الذي تلته إحدى الطفلات المشاركات، خلال حفل استقبال نظم بمجلس النواب بمناسبة الدورة الـ 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، من 23 إلى 30 يوليوز الجاري، “نحن، الأطفال المجتمعون هنا، نأتي من جميع أنحاء العالم لنتحد في ندائنا من أجل السلام، في هذه الأرض ذات الحضارة العريقة والتراث الغني والتاريخ المجيد، نجد أنفسنا ملهمين بإرث المغرب من السلام والتعايش”.
وأضاف النداء “نأتي برسالة واحدة: حان الوقت للعالم أن يحتضن السلام، ويرفض العنف، ويوقف الحروب التي تجلب الكثير من الألم والدمار”، مسترسلا “إلى جميع الأطفال المجتمعين هنا في المغرب، نحن أصوات المستقبل، لقد سافرنا وأتينا من بلاد عديدة، كل منا يحمل قصصه وأحلامه الخاصة، لكن اليوم نقتسم أملا مشتركا لعالم خال من الحرب”.
وأكد أن “المغرب، بتقاليده العريقة في الوئام والتسامح، يبين لنا إمكانية العيش معا بسلام رغم اختلافاتنا. دعونا نحمل هذا الدرس إلى منازلنا ونصبح سفراء للسلام في مجتمعاتنا”.
وجاء في النداء أيضا “إننا نحث الكبار في العالم على الاستماع إلى ندائنا، نطلب منكم وضع الأسلحة واختيار الحوار بدلا من الصراع. الحروب التي تجتاح العالم لا تدمر المباني والبنية التحتية فحسب، بل تحطم الأرواح والعائلات والمستقبل”، لافتا إلى “معاناة الأطفال في غزة، بفلسطين، الذين يعانون من مصاعب لا تُحتمل. إنهم يستحقون أن ينشؤوا في أمان، وأن يحصلوا على الطعام الكافي، وأن يعيشوا بلا خوف من العنف”.
وشدد الأطفال المشاركون على “خلق عالم حيث يحصل كل طفل على الفرصة للنمو والتعلم والازدهار في بيئة آمنة”، داعين إلى أن يكون “هذا المهرجان نقطة تحول (..) وبداية حركة عالمية يقودها الأطفال للدفاع عن السلام”.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، إن “تنظيم هذا المهرجان تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة مريم ليضفي قيمة مضافة على هذه الدورة بكل ما يعنيه ذلك من رمزية وحضور وإشعاع وفعالية، خصوصا وأنكم تستهدفون أفق تعزيز روح التعايش والحوار والتفاهم وتبادل القيم الحضارية والثقافية كأسس لثقافة السلام باعتبارها ثقافة إنسانية بالأساس”.
وأكد السيد الطالبي العلمي، في كلمة تلتها نيابة عنه نائبته نادية التهامي، أن “السلام هو أولا وقبل كل شيء حالة داخلية يعيشها الإنسان في نفسه، ومع نفسه، قبل أن يعيشها مع الآخرين في الحي، في المدينة والقرية، في بلاده وفي العالم”، معتبرا أن “السلام يكون حالة فردية تربوية ثقافية قبل وبعد أن يكون نظاما من الإجراءات والتدابير والخطط والأنساق والقيم والمبادئ والقوانين والمواثيق والعهود”.
وجدد الترحيب بكل الأطفال المشاركين في “فضاء مجلس النواب، في برلمان المملكة المغربية، هنا في الرباط على أرض السلام والمحبة والأخوة”، منوها بـ “الحرص المتواصل لدى جمعية أبي رقراق على تنظيم واحتضان هذا المهرجان الذي أصبح يافعا بعد وصوله الدورة السادسة عشرة هذا العام”.
من جانبه، قال المدير المؤسس للمهرجان الدولي أطفال السلام، عبد الرحمان الرويجل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن النداء من أجل السلام يعد “من أقوى لحظات المهرجان في إطار فعاليات دورته الـ 16، التي تشهد مشاركة 25 بلدا”.
وأشار السيد الرويجل إلى أن الدورة الحالية تركز بشكل خاص على الأحياء العتيقة لمدينة سلا من أجل ما حظيت به من اهتمام في إطار المشروع الملكي لتهيئة المدينة العتيقة، إضافة إلى عقد أول مؤتمر لسفراء المهرجان للسلام في جميع أنحاء العالم بمقر وكالة بيت مال القدس الشريف بالرباط، ليكون الأطفال المشاركون سفراء للسلام في بلدانهم.
وبهذه المناسبة، قدم الأطفال المشاركون استعراضا بالأزياء التقليدية انطلاقا من ساحة البريد ووصولا إلى مقر البرلمان، حيث أخذت للوفود المشاركة صور تذكارية جماعية بالمدخل الرئيسي للبرلمان.
يشار إلى أنه تم اختيار دولة كوت ديفوار ضيف الشرف لهذه الدورة من المهرجان الدولي لأطفال السلام، التي تنظم احتفالا بعيد العرش المجيد، وتزامنا مع الذكرى الفضية للمهرجان.
وبحسب المنظمين، فإن هذه الدورة من المهرجان الدولي لأطفال السلام تعد فرصة مثالية لتوطيد التواصل الثقافي والحضاري بين الأطفال، وتعزيز الفخر بالهوية المغربية وإبراز قيم التسامح والسلام التي تمثلها المملكة.