الحسن بن علي
الحسن سبط النبي محمد، وهو أول أولاد علي بن أبي طالب، ويروى عن النبي محمد أنه قال إن الحسن بجانب أخيه الحسين، سيدا شباب أهل الجنة.
بعد اغتيال علي بن أبي طالب، ولي ابنه الحسن الخلافة طوعا، وكان ذلك في رمضان عام 40 للهجرة. وقد دخل العالم الإسلامي كله في طاعته، عدا الشام ومصر اللتان كانتا تحت نفوذ معاوية بن أبي سفيان.
دامت خلافة الحسن لـ6 أشهر، ثم تنازل عنها طواعية لحساب معاوية بعدما تراسلا ووضعا بضعة شروط وافق عليها معاوية، وهي كالتالي:
– أن تؤول الخلافة إلى الحسن بعد وفاة معاوية، أو إلى الحسين إن لم يكن الحسن على قيد الحياة؛
– أن يفي معاوية بسداد الديون المتراكمة على الحسن؛
– أن يكفل معاوية سلامة أنصار علي ولا يساء إليهم.
كان مروان بن الحكم، حسب كتاب “أشهر الاغتيالات في الإسلام”، الرجل المناسب الذي اذخرته الأقدار ليقود سفينة بني أمية في مرحلة دقيقة ومفصلية من تاريخ الأسرة، لكن خلافته لم تدم أكثر من عام.
والحق أن هذا الصلح لقي استحسان كثير من الناس، إذ رأوا فيه حقنا لدماء المسلمين ونسيجهم بعدما مزقته الفتن والحروب. لكن، بعض أنصار الحسن عابوا عليه تفريطه في الخلافة لمعاوية، فكانوا إذ يلقونه يقولون له: “يا عار المؤمنين” و”السلام عليك يا مذل المؤمنين”.
بعد هذا الاتفاق، اعتقد الحسن أن الخلافة ستعود إليه حتما إذ أن معاوية كان حينها يكبره بعشرين عاما، وهو للموت أقرب، بيد أن الأخير كان له رأي آخر.
معاوية كان يريد أن يورث ابنه يزيد الخلافة من بعده، ووجود الحسن إذن يعرقل طموحه. ومن ثم، فالحل الوحيد أمامه هو التخلص من الحسن، ولو كان ذلك بقتله.
هكذا، اتفق معاوية مع إحدى زوجات الحسن، واسمها جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي، على تسميم الحسن في شرابه مقابل ألف درهم وتزويجها من يزيد. لكن معاوية إذ مات الحسن، وفى لجعدة بالمال ولم يزوجها من ابنه خشية أن تدس له السم.
هذه الواقعة، وفق كتاب “أشهر الاغتيالات في الإسلام” الذي أشرنا إليه في الجزء الأول من هذا الملف، مذكورة في جل مصادر التاريخ، كتاريخ دمشق لابن عساكر والمعجم الكبير للطبراني وتاريخ الخلفاء للسيوطي ومرج الذهب للمسعودي، وغيرها كثير.