الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة مراكش-آسفي: انطلاقة ناجحة لتعزيز التنمية المستدامة
انطلقت اليوم الأحد عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024 بجهة مراكش-آسفي، لتكون جزءاً من الجهود الوطنية الرامية إلى تجميع بيانات دقيقة حول السكان والسكنى في المملكة المغربية. تأتي هذه العملية في ظروف جيدة، مع انخراط واسع من جميع المعنيين في الجهة.
إمكانيات بشرية ومادية مهمة
لتنفيذ هذا الاستحقاق الوطني الهام، خصصت المندوبية السامية للتخطيط إمكانيات بشرية ومادية كبيرة. تضمنت هذه الإمكانيات 140 مشرفاً جماعياً، 346 مراقباً مكلفاً بالتكوين، و1552 مراقباً، بالإضافة إلى 5084 باحثاً و3965 عون سلطة. كما تم تعبئة 1167 سائقا وتوفير 1167 سيارة، إضافة إلى 6776 لوحة إلكترونية مجهزة ببيانات وخطوط عمل واضحة لضمان نجاح هذه العملية.
أهداف الإحصاء وتوجهاته الجديدة
صرح أوسدي بوجمعة، المدير الجهوي للمندوبية السامية للتخطيط لجهة مراكش-آسفي، أن الإحصاء العام للسكان والسكنى يعد عملية وطنية شاملة تهدف إلى تجميع بيانات دقيقة حول جميع الأسر المقيمة في التراب الوطني، بغض النظر عن جنسيتهم، شريطة أن يكونوا مقيمين وفق منهجية المندوبية.
تحول رقمي واستخدام التكنولوجيا
تميز إحصاء عام 2024 باستخدام التكنولوجيا الحديثة. للمرة الأولى، تم الاستغناء عن الاستمارات الورقية التقليدية لصالح اللوحات الإلكترونية، والتي تمثل تحولا كبيرا نحو الرقمنة. هذه اللوحات مجهزة بمجموعة من المعطيات والخرائط، مما يسهل عملية جمع البيانات الميدانية ويساعد في تقليل الاعتماد على الورق.
مشاركة المجتمع وضمان الدقة
شدد بوجمعة على أهمية الإدلاء بمعلومات دقيقة وصحيحة من قبل الأسر والمستجوبين لضمان صحة النتائج النهائية. ستشكل هذه البيانات قاعدة أساسية لإعداد برامج ومخططات تنموية تهدف إلى تقييم النموذج التنموي الجديد للمغرب. وأشار إلى أن المغرب يعتبر من الدول الرائدة في مجال الإحصاءات، بفضل مساهمة جميع مكونات المجتمع في إنجاح هذه العملية.
تطبيق معلوماتي متقدم
في إطار الإحصاء العام السابع للسكان والسكنى، تم تطوير تطبيق معلوماتي من قبل أطر المندوبية السامية للتخطيط. هذا التطبيق يمكن الباحثين من تحديد بدقة حدود الدوائر والمسارات المطلوبة أثناء العمل الميداني، ويساعد في التحقق من صحة البيانات قبل إرسالها إلى مركز تدبير المعطيات.
أهمية الإحصاء في التخطيط المستقبلي
ينفذ هذا الإحصاء بتوجيهات سامية من جلالة الملك محمد السادس، ويتماشى مع توصيات لجنة الإحصاء التابعة للأمم المتحدة. الهدف منه هو تقديم صورة حقيقية حول السكان والسكنى في المملكة، بما في ذلك المجموعات السكانية الخاصة كالرُّحل أو الأشخاص دون مأوى. ستساهم نتائج هذا الإحصاء في تعزيز التنمية المستدامة في المغرب من خلال توفير بيانات دقيقة لصناع القرار.
هذه العملية الوطنية الكبرى تعتبر خطوة أساسية في مسار التخطيط المستقبلي للمغرب، وهي ضرورية لتقييم الحاجات والتحديات التنموية التي تواجه البلاد في مختلف المجالات.