يعيش سكان السودان كارثة إنسانية بكل المقاييس، وذلك منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش الوطني للبلاد وميلشيا الدعم السريع المتمردة في الخامس عشر من شهر أبريل 2023.
وسجلت دارفور غرب البلاد، ارتفاعا في عدد الوفيات، خصوصًا بين الأطفال، حيث لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص الفارين من عاصمة شمال دارفور، “الفاشر” المحاصرة والممزقة بالحرب، إلى بلدة طويلة؛ مما أدى إلى الضغط على العيادة الصحية الوحيدة العاملة في البلدة.
هذا وسلطت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الضوء على المجاعة المتزايدة في بلدة طويلة، في ولاية شمال دارفور، مؤكدة وفاة ما لا يقل عن 10 أطفال من الجوع كل يوم في هذه المنطقة.
وقالت ذات الصحيفة، نقلا عن المسؤولة عن الصحة في الإدارة المدنية التي تدير طويلة، “عائشة حسين يعقوب”، “نتوقع أن يكون العدد الدقيق للأطفال الذين يموتون من الجوع أعلى من ذلك بكثير، حيث يعيش العديد من النازحين من الفاشر بعيدًا عن عيادتنا ولا يستطيعون الوصول إليها”.
وقالت “عائشة حسين” إنها علمت بوفاة 19 امرأة أثناء الولادة، في الأسبوعين الأولين من شهر يوليو وحده، كما توفي المزيد منهن بسبب إصابات غير معالجة تعرضن لها وسط القتال في محيط مخيمي اللاجئين في الفاشر، أبو شوك وزمزم.
وذكرت الصحيفة نفسها، أن الجوع ليس القاتل الوحيد لأهالي دارفور، فقد انتشرت الملاريا والحصبة والسعال الديكي بشكل غير مسبوق وسط صفوف السودانيين.
وأشارت “الجارديان”، إلى أن طويلة وقعت تحت حصار دام شهورًا من قبل ميلشيا الدعم السريع. حيث كانت المنطقة مسرحًا لمعارك عنيفة العام الماضي. وهي أقرب مكان آمن للاجئين الذين تمكنوا من الفرار عبر البوابة الغربية للفاشر، طريق الخروج المفتوح الوحيد للمدينة.
وأوضحت الصحيفة نفسها، أن الحرب في السودان قتلت الآلاف من الناس، وشردت الملايين، ووضعت أكثر من نصف سكان الدولة في خطر الجوع الحاد، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.
وفي سياق متصل، فقد غادرت خلال هذا العام وكالات الأمم المتحدة وكل المنظمات غير الحكومية الدولية باستثناء منظمة أطباء بلا حدود منطقة الفاشر بسبب انعدام الأمن. إذ سجلت هذه الأخيرة السطو على اثنين من شاحناتها التي تحمل إمدادات للأشخاص في مخيم زمزم. أوقفتها عناصر من ميلشيا الدعم السريع في كبكابية، غرب الطويلة، مما منع عمال الإغاثة من إكمال رحلتهم.
( عن أصوات)