جريدة

تحت وصاية الجيش: من يحكم الجزائر حقاً؟

ميديا انكيت

 

يفتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يُعاني من أزمة شرعية غير مسبوقة، إلى الاستقلالية في اتخاذ قراراته، حيث يعتمد بشكل كبير على رئيس أركان الجيش، الفريق أول سعيد شنقريحة. الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي سجلت نسبة مشاركة منخفضة للغاية، كشفت عن هوة عميقة بين تبون والشعب الجزائري.

 

دلالةً على أزمة الشرعية التي يُعاني منها، يظهر تبون، البالغ من العمر 79 عامًا، أنه كان ينظر إلى الانتخابات الرئاسية كفرصة للحصول على دعم شعبي، إلا أن نتائجها، والتي تراوحت نسبة المشاركة فيها بين 10 و20%، كانت مُحبطة وأكدت افتقاده للتأييد الشعبي.

 

المقال في صحيفة “لوماتان دالجيري” يبرز كيف أن تبون، الذي كان يسعى لتحقيق شرعية عبر الانتخابات، يجد نفسه محاطاً بعزلة سياسية متزايدة. على الرغم من الدعاية الكبيرة التي رافقت الانتخابات، إلا أن النتائج كانت بمثابة تأكيد على تراجع شعبية تبون بشكل كبير.

 

ومع غياب الدعم الشعبي، يعتمد تبون بشكل أكبر على الجنرال شنقريحة، الذي بات القوة الحقيقية في اتخاذ القرارات السياسية. المقال يشير إلى أن وجود شنقريحة المستمر خلال الحملة الانتخابية، وتأثيراته في الزيارات العامة لتبون، تدل على الطبيعة العسكرية للسلطة في الجزائر.

 

من جانب آخر، وُصِف مستشارو تبون بأنهم يفتقرون إلى القوة والهيبة، مما يزيد من عزلته السياسية. هذا الأمر رافقته سياسات تُظهر قمعاً للحريات، رغم تصريحات التهدئة التي أُطلقت أثناء تولي تبون الحكم.

 

أما الجهود الحكومية، فقد قوبلت بالتحركات الأمنية، حيث تعكس هذه التحركات أزمة عميقة في مؤسسات الدولة الجزائرية وأولويات النظام التي تركز على الأمن بدلاً من معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.

 

الوجوه القديمة تعود: عجزٌ عن التغيير

 

بدلاً من السعي نحو تجديد القيادة، قام تبون بعملية تعيينات تعيد شخصيات بارزة من الماضي، الأمر الذي زاد من قلق المواطنين حول غياب التغيير الحقيقي. وفي الوقت الذي يسعى فيه آلاف الشباب للهجرة بحثاً عن فرص أفضل، تستمر “الديناصورات السياسية” في العودة إلى الساحة، مما يعكس الجمود السياسي الحالي.

 

ومع تزايد عدد المعتقلين من جنرالات ورؤساء سابقين، يتساءل الجميع: “في من يمكن أن نثق في الجزائر؟” وبهذا، تبقى الجزائر في دائرة تدهور مستمر، مما يزيد من تراجع الثقة في النظام الحاكم.