جريدة

انفلات أمني على الطريق بين القنيطرة وسلا ووالتقصير يلاحق درك “سي الطيبي”

أونكيت ميديا 24

أونكيت ميديا 24

شهدت الطريق الرابطة بين مدينتي “القنيطرة” و”سلا”، ليلة أمس. موجة من الاعتداءات على السيارات العابرة. مما أثار قلقاً واسعاً بين السائقين والمواطنين الذين يستخدمون هذا المحور الطرقي الحيوي بشكل يومي. ووفق ما رصدناه وعايشناه فإن عصابات مختبئة وسط الغابة تستغل الظلام المحيط وتقوم برشق المركبات بالحجارة والاعتداء المباشر على الركاب، وهو ما أدى لوقوع عدة إصابات وأضرار مادية جسيمة.

ووفق ما عايشناه ميدانيا فهناك حالات اعتداء خطيرة على المركبات التي تعرضت للهجوم المفاجئ من طرف مجهولين من عابري هذا المحور الطرقي. وتحديدا من وسط الغابة التابعة لجماعة “سي الطيبي”. وضع رفع حالة من الغضب والاستياء. مع تسجيل غياب كلي للدرك الملكي الذي عاينا تواجده نهارا لتوقيع الغرامات على سائقي السيارات فقط. لكن حين حل الظلام وأصبح المواطنون بحاجة لحضورهم رفعوا الحواجز وغادروا المكان. تاركين أصحاب المركبات أمام هذا الانفلات الأمني الخطير.

انفلات أمني على الطريق بين القنيطرة وسلا ووالتقصير يلاحق درك "أولاد الطيب"
الطريق الرابطة بين سلا والقنيطرة

 

ويحمل العديد من السائقين درك “سي الطيبي” المسؤولية عن هذا التقصير في أداء المهام وتأمين هذا المحور الطرقي. وهو ما عشناه ليلة أمس لدى عودتنا من مهام إعلامية باستغراب. خاصة وأننا بحثنا عن أقرب نقطة للدرك أو حاجز أمني دركي للتبليغ عن الواقعة. إلا أننا وجدنا أطلال الدرك التي رحلت وتركت المواطنين يواجهون مصيرهم لوحدهم مع الاعتداءات التي كادت أن تؤدي لإلحاق إصابات بمستعملي المركبات وذويهم.

 

مسؤولية رجال الدرك الملكي في ضمان الأمن

أعطى المشرع للدرك الملكي دوراً محورياً في الحفاظ على الأمن والاستقرار. وحماية الأفراد والممتلكات، وضمان السلم العام، ومكافحة الجرائم بجميع أنواعها. وينظم المشرع المغربي مهام الدرك الملكي من خلال القوانين التي تحدد واجباته وصلاحياته. بما يضمن حماية حقوق المواطنين والحفاظ على النظام العام.

وأحد أبرز المهام المكلفة للدرك الملكي هي مراقبة الطرقات العامة وتأمينها. سواء في المناطق الحضرية أو القروية. وذلك من خلال دوريات منتظمة ونقاط تفتيش لضمان تطبيق القانون وحماية سلامة السائقين. كما يُناط بالدرك مهمة التحقيق في الجرائم الجنائية والاقتصادية. والتدخل السريع في حالة حدوث تهديدات أمنية.

فأين غابت الدوريات عن هاته المناطق وحتى السدود القضائية للدرك الملكي التي كانت شغالة بفعالية في النهار توقع العقوبات والغرامات عبر نصب رادات مراقبة. إلا أنه ومع حلول الظلام رحلت وبقي السائقون والمواطنون في انتظار عودة “غودو”. فهل أصبح دور درك “سي الطيبي” يكمن في إيقاع الغرامات فقط. واين دورها في تسيير الدوريات الرقابية بما يضمن الأمن والاستقرار والأمان؟ وأين دورها في حماية السائقين والمركبات. علما أن هاته المنطقة تعتبر من النقط السوداء والذي يبقى الانفلات الأمني سمة مميزة لها. مما يتطلب من القيادة العامة للدرك الملكي التدخل وفتح تحقيق حول هذا التقصير المرتكب.

 

إن مسؤولية رجال الدرك الملكي في المغرب تتطلب التزاماً صارماً بالقوانين والأخلاقيات المهنية. بما يضمن توفير الأمن للمواطنين وتطبيق العدالة بشكل فعال ومنصف.

إلا أن الاستجابة الأمنية تبقى دون المستوى المطلوب بالنسبة لدرك “سي الطيبي”. وهو ما يقوي المخاطر على طول الطريق مع تزايد انفلات الوضع الأمني. مما يجعل السيارات عرضة لهذه الهجمات المفاجئة.

مسؤولية درك أولاد الطيب:

ما تم تسجيله من قبلنا ومن قبل مجموعة من المواطنين هو تراخي عناصر درك “سي الطيبي” في أداء مهامهم المتعلقة بتأمين الطريق. وغياب كلي للدوريات الدركية بل وحتى الحواجز الأمنية تم رفعها ليلا على امتداد هذا المحور الحيوي. وهو ما يحملها المسؤولية الكاملة ويقتضي تكثيف التواجد الأمني، خصوصاً في الفترات الليلية. للحد من هذا التهديد والاعتداءات التي يتعرض لها عابروا هذا الطريق وضمان حماية أكبر للمسافرين.

ويزيد الوضع استفحالا مع غياب الإنارة، مما يسهل على الجناة استغلال الظلام للاعتداء على المارة وتهديد الأرواح والممتلكات. فيما درك “سي الطيبي” “سرج خيله ورحل لينام” وهو الذي أزعج عابري الطريق نهارا بالغرامات. فالمطلوب من المصالح المركزية والجهوية للدرك الملكي اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين الطريق ومعالجة هذه الانفلاتات الأمنية التي تهدد حياة المواطنين.

فالمطلوب تكثيف الدوريات الأمنية وتثبيت كاميرات مراقبة على طول هذا المحور الطرقي. وذلك لضمان متابعة دقيقة لجميع التحركات المشبوهة والتدخل في الوقت المناسب. وذلك لتفادي تفاقم هذه الظاهرة والحد من الجرائم التي أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على السائقين والمواطنين.