أُعطيت يوم أمس الإثنين بفاس، الانطلاقة الرسمية لبرنامج “كفاءة”، الذي يعد مبادرة مبتكرة للمصادقة على التجربة المهنية لمهنيي القطاع السياحي.
وتتيح هذه الآلية، التي تعد ثمرة تعاون بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والكونفدرالية الوطنية للسياحة، تثمين والاعتراف بمهارات مهنيي قطاع السياحة الذين لم يتابعوا مسارا تقليديا للتكوين.
وتميز هذا اللقاء، بمشاركة مهنيي عدة قطاعات سياحية سواء التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالزبناء، حيث استفاد مكلفون بالاستقبال وطهاة ونوادل وموظفو استقبال وغيرهم من مهنيي قطاع السياحة من الاعتراف بسنوات الخبرة التي راكموها، من خلال الحصول على شهادة اعتراف بمهاراتهم يفتح لهم آفاقا جديدة.
وفي تصريح له، أكد المندوب الجهوي للسياحة بفاس – مكناس،”عبد الله لمنيعي”، على الأهمية التي تكتسيها هذه المبادرة بالنسبة للقطاع، مضيفا أن برنامج “كفاءة” يندرج في إطار خارطة طريق السياحة 2026- 2023 و2030، وتشكل رافعة أساسية لتعزيز تنافسية القطاع على الصعيدين الوطني والجهوي”.
وأوضح السيد لمنيعي، أن البرنامج يروم بالخصوص، تعزيز قدرات الموارد البشرية العاملة في القطاع السياحي، لاسيما العاملين في المهن المتعلقة بالقطاع السياحي والفندقي، مشددا على أن برنامج كفاءة سيمكن من “تثمين” التجربة المهنية التي اكتسبها العاملون في القطاع، من خلال منحهم شهادة اعتراف رسمية بعد التقييم الصارم لمساراتهم؛ مما سيساهم في النهوض بمسارهم المهني وزيادة تحفيزهم.
وسلط المسؤول الجهوي، أيضا، الضوء على الأثر الإيجابي لبرنامج “كفاءة” في الرفع من جودة الخدمات السياحية، موضحا أن “الرفع من جودة الخدمات يؤثر بشكل مباشر على تنافسية القطاع السياحي والمنتوج السياحي على المستويين الجهوي والوطني، مما سيساهم في جلب المزيد من المستثمرين الأجانب”.
وأشار إلى أن البرنامج يندرج ضمن مقاربة شمولية للنهوض بالقطاع السياحي المغربي، وإتاحة تجربة سياحية استثنائية للزوار.
وبخصوص مسلسل الاعتراف، أوضح “محمد التازي” المكلف بتنفيذ “مشروع المصادقة على التجربة المهنية” بجهتي فاس وأكادير، أن مهمة لجان التحكيم المكونة من خبراء في المجال، ومديرين سابقين لمدارس فندقية، وممثلي وزارة السياحة والكونفدرالية الوطنية للسياحة، ومختلف الجمعيات والفيدراليات، تتمثل في تقييم التجربة المهنية للمترشحين.
وأضاف السيد التازي، أن هذه العملية الوطنية الهامة، تأتي تفعيلا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بالنهوض بالرأسمال اللامادي.
من جانبه، أشار زياد طاه، الذي يعمل بإحدى الوحدات الفندقية بفاس، ولم يسبق له الحصول على شهادة مهنية، إلى أن برنامج “كفاءة”، يعد فرصة متميزة لمهنيي السياحة الذين لم تتح لهم الفرصة للحصول على دبلوم في ميدان اشتغالهم، للحصول على شهادة معترف بها من قبل الدولة.
وأوضح أن “هذا يمثل اعترافا بالتجربة والخبرة الميدانية التي تمكنا من اكتسابها، على مر السنين، مشيرا إلى أن هذه الشهادة، ستفتح لنا آفاقا جديدة للتطور المهني وتعزيز الثقة”.
ويهدف برنامج “كفاءة” إلى الاعتراف بمهارة 7550 مهنيا في القطاع السياحي في أفق سنة 2026، مع هدف أولي يتمثل في إصدار 1100 اعتراف خلال سنة 2024. وسيتيح البرنامج تثمين والاعتراف بمهارات مهنيي قطاع السياحة، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح، وبالتالي المساهمة في تعزيز جاذبية وجهة المغرب.