جريدة

أندري أزولاي،أهمية الربط الداخلي في التنمية المجالية وأهمية الاستثمار في فضاءات جديدة

في إطار الندوات المخصصة للتنمية المجالية، نظم مجلس التنمية والتضامن ندوة تحت موضوع “الربط المجالي- السياحة والصناعات الغذائية حالة جهة درعة تافيلالت”، يوم أمس الاربعاء بالرباط، حيث سلطت الضوء على أهمية الربط الطرقي والجوي والسككي، وكذا الإنترنيت عالي الصبيب، في فك العزلة وتعزيز الاقتصاد المحلي وجذب الاستثمارات الخاصة بجهة درعة تافيلالت.
خلال هذه الندوة صرح مستشار جلالة الملك، السيد “أندري أزولاي”، إن المملكة بفضل ديناميتها القوية وموقعها الاستراتيجي، أضحى لها موطىء قدم إلى جانب الفاعلين الكبار، وهو الأمر الذي يشكل واقعا جديدا بالمنطقة، حيث عند أهمية الربط الداخلي في التنمية المجالية وأهمية الانفتاح والاستثمار في فضاءات جديدة، كما على أهمية الموضوع الذي سينكب عليه المشاركون في هذه الندوة، معتبرا أنه “موضوع وجيه، نحتاج فيه إلى بيداغوجيا ورؤية واضحة ومسؤولية”.
وفي ذات السياق أكد وزير النقل واللوجيستيك “محمد عبد الجليل”، أن المغرب أحرز تقدما كبيرا في قطاع الربط الجوي، مستفيدا من موقعه الجغرافي الاستراتيجي بين أربع قارات، الأمر الذي عزز موقعه كمركز إقليمي في نمو مطرد، مسجلا أن هذا التقدم يعد تتويجا لمسار هام من الاستثمارات والإصلاحات التي عرفها القطاع، وفقا للرؤية التي حددها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة المناظرة الوطنية الثالثة للسياحة بأكادير.
كما صرح المدير العام للاستراتيجية والموارد بالوزارة عادل باهي، في كلمة تلاها بالنيابة عن وزير النقل واللوجيستيك، أن النقل الجوي الداخلي، الذي كان إلى حدود سنة 2009 امتدادا للخطوط الدولية، خاصة انطلاقا من محور الدار البيضاء، عرف ابتداء من سنة 2011 منعطفا هاما بفضل نظام الاتفاقيات بين الدولة وشركة الخطوط الملكية المغربية بدعم مالي من ميزانية الدولة، مشيرا إلى أن هذا النظام مكن من توقيع ثماني اتفاقيات مع عدة جهات بالمملكة، منها العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، ودرعة تافيلالت.
من جهته، أكد رئيس مجلس التنمية والتضامن، محمد بنعمور، إن موضوع التنمية الشاملة والمستدامة، كان منذ أزيد من 15 سنة في صلب اهتمام المجلس، الذي يعد مركز تفكير مستقل منبثق عن المجتمع المدني، وفضاء للنقاش، ومختبرا للأفكار، مبرزا أن التحليلات والاستنتاجات والتوصيات المنبثقة عن أعمال المجلس، تروم البحث عن مسارات لتسريع وتيرة التنمية بالمملكة.
وأضاف أن هذا الأمر هو ما “يحفز أعضاء وخبراء المجلس على المساهمة في التفاعل مع المؤسسات العمومية في عملية صنع القرار”، معتبرا أن إصدار ونشر الأعمال الناتجة عن مختلف اللقاءات التي ينظمها المجلس، تعكس طموحه في المساهمة في مهمة الإخبار التي من شأنها تحقيق استفادة الجمهور.
من جهته، أبرز الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، مختلف استراتيجيات الشركة المواكبة لتوجهات المملكة، لاسيما في النهوض بالقطاع السياحي، وتعزيز الربط مع مغاربة العالم، والنقل للبقاع المقدسة، والدبلوماسية، والتعاون الإفريقي، وفك العزلة عن الجهات.
وبعدما استعرض مختلف البرامج والعروض التي تقترحها الخطوط الملكية المغربية، أوضح السيد عدو أن الشركة تهدف إلى نقل 21 مليون سائح من 69 بلدا بالقارات الخمس في أفق سنة 2037، عوض 5 ملايين سائح من 46 بلدا من أربع قارات خلال سنة 2023، لافتا إلى أن الخطوط الملكية المغربية تروم خلال المرحلة المقبلة رفع أسطولها من الطائرات وإطلاق خطوط جديدة متوسطة وبعيدة المدى.
من جهة أخرى، سلط عضو مجلس التنمية والتضامن، سمير خلدوني صحراوي، الضوء على مختلف التحديات الاقتصادية التي تواجه جهة درعة تافيلالت، بما في ذلك انخفاض مؤشر التنمية البشرية، وضعف الكثافة السكانية، ومشاكل الربط، مؤكدا أن الجهة تتوفر على موارد طبيعية وإمكانات طاقية، خاصة في مجال الطاقات المتجددة.
وسجل السيد خلدوني صحراوي أن السياحة البيئية والصناعة السينمائية يمكن أن تضطلع بدور محوري في تحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص الشغل بالجهة، داعيا إلى تعزيز الربط الجوي ووضع خارطة طريق للنهوض بقطاع السياحة تشمل التكوين وتحسين التسويق بالجهة.
تضمن برنامج هذا اللقاء تنظيم جلستي نقاش حول “النقل الجوي والتنمية السياحية” و”الفلاحة والصناعات الغذائية : محرك التنمية وفك العزلة”، وذلك بمشاركة فاعلين مؤسساتيين وخبراء وفاعلين اقتصاديين.