محمد حميمداني
لأهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون” للمملكة المغربية. وآثارها المتوقعة خاصة في المجال الاقتصادي. فقد حظيت بمواكبة إعلامية هامة من الصحافة الإسبانية. التي وصفتها بالعلامة الفارقة في تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية.
“ألباييس”: الموقف الفرنسي الداعم لوحدة المغرب الترابية دعم سياسي كبير
وهكذا فقد اعتبرت صحف إسبانية كبرى، ضمنها “إلباييس”، “لاراثون” و”لافانغوارديا”. أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي المقترحة من قبل المملكة كحل واقعي ومقبول لنزاع الصحراء المغربية. يجسد تحولًا استراتيجيًا في السياسة الفرنسية لصالح المغرب. مبرزة أن هذا التحول يعزز وحدة المملكة المغربية الترابية ويمنحها دعمًا دبلوماسيًا قويا ومؤثرًا على الساحة الدولية. خاصة وأن فرنسا تعتبر عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي.
وأوضحت “إلباييس” أن هذا التحول يتجاوز موقف “إسبانيا” التي دعمت هذا المقترح عام 2022. إذ يعكس توافقًا بين “باريس” و”واشنطن” على دعم سيادة المغرب على صحرائه.
ووصفت الصحيفة الزيارة بأنها “بادرة مصالحة” ستمهد لتعزيز التحالف الاستراتيجي بين المغرب وفرنسا.
وما يعزز هذا الطرح هو التركيبة المرافقة ل”ماكرون” خلال زيارته للمغرب. إذ يضم الوفد تسعة وزراء وأكثر من خمسين رجل أعمال. وهو ما يؤشر على الأهمية التي توليها “باريس” للزيارة وحرصها على تعزيز استثماراتها في المغرب. لما لهاته العلاقة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية من أهمية بالنسبة ل”باريس” التي أصبحت تعي باهتزاز هاته العلاقات لفائدة دول أخرى نتيجة ضبابية موقفها وحزم المغرب في التعامل مع الدول انطلاقا من موقفها اتجاه القضية الوطنية الأولى.
“لاراثون”: زيارة “ماكرون” للمغرب تعزز التعاون العسكري بين “باريس” و”الرباط”
تناولت صحيفة “لاراثون” أبعاد التعاون العسكري المتزايد بين “فرنسا” و”المغرب”. مشيرة إلى المفاوضات المحتملة بين الجانبين في موضوع بيع “باريس” للرباط غواصات من طراز “سكوربين”.
وتحاول باريس أن تستثمر هاته الزيارة وتحويل أسطرلاب مواقفها السياسية لصالح “الرباط” لنيل صفقة الغواصات. وانتزاعها من بين يدي “ألمانيا” التي تتطلع أيضًا للظفر بها.
وذكرت الصحيفة أن هذه الشراكة الدفاعية تأتي في ظل توترات إقليمية مع الجزائر. التي تملك غواصات روسية ضمن أسطولها. وهو ما يعزز مكانة المغرب كحليف أمني رئيسي لفرنسا في شمال إفريقيا.
“لافانغوارديا”: زيارة “ماكرون” للمغرب تاريخية تحمل تحولات جذرية
وصفت صحيفة “لافانغوارديا” الزيارة ب”التاريخية” مبرزة أنها مليئة بالتحولات الجذرية.
وأوضحت الصحيفة أن فرنسا تخلت عن حيادها التقليدي لفائدة دعم سيادة المغرب على صحرائه جهارا. واصفة الخطوة ب”الجريئة” والتي تحمل رسالة واضحة أن المغرب يعتبر ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي.
وأكدت الصحيفة أن هذا التغير الجوهري قد يكون له انعكاسات معقدة على علاقات فرنسا مع الجزائر. وهو ما عبرت عنه الجزائر من خلال ردود أفعالها على هذا التحول في السياسة الخارجية ل”باريس”. لكنه يُبرز المغرب كشريك استراتيجي بالنسبة لفرنسا في المنطقة.
شراكة اقتصادية واعدة
أجمعت الصحف الإسبانية على أن زيارة “ماكرون” للمغرب حملت عدة رسائل. فهي بالنسبة “للرباط” تمثل نصرًا دبلوماسيًا كبيرا. ليس من باب كونها صادرة عن دولة ذات سيادة، بل لكونها صادرة عن عضو دائم بمجلس الأمن الدولي.
كما أنها بالنسبة لفرنسا بوابة لتوقيع اتفاقيات ضخمة مع المغرب تشمل مجالات النقل، الطاقة، الدفاع وتقوية حضور شركات فرنسية كبرى مثل “إيرباص” و”نافالكروب” في السوق المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن قيمة هاته الاتفاقيات تقدر بمليارات الدولارات. كما أن باريس تطمح للمزيد من توسيع شراكاتها القائمة مع المغرب وتدشين مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بما يعزز من دور المغرب كشريك أساسي لفرنسا في المنطقة. إضافة إلى الاستفادة من الريادة المغربية في القارة السمراء بما ييد باريس لإفريقيا من بوابة المغرب.
زيارة “ماكرون” للمغرب التحولات والدلالات والآفاق الاقتصادية والسياسية والاستثمارية المنتظرة