حذر فرانسوا فيليروي دي غالهو، محافظ البنك المركزي الفرنسي، من أن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية قد يؤدي إلى تصعيد المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي. جاء ذلك خلال مؤتمر عُقد في مدينة ليون، حيث توقع دي غالهو أن تتمخض ولاية ترامب الثانية عن “زيادة في الحمائية التجارية” وعجز متزايد في الميزانية الأميركية.
وأشار دي غالهو، الذي يعد عضوًا في مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إلى أن هذه العوامل قد “تعزز المخاطر الاقتصادية العالمية وتزيد من الحاجة إلى إعادة تعبئة القدرة الاقتصادية في أوروبا”. وأوضح أن تعهد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات من شأنه أن يؤدي إلى “ارتفاع التضخم وانخفاض النمو” على مستوى العالم، محذرًا من أن تزايد حالة عدم اليقين يمكن أن يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي.
وأكد دي غالهو أن الانتخابات الأميركية ينبغي أن تكون “منبهًا لأوروبا” في ظل ما وصفه بـ”فترة من الركود والتراخي”. وحذر من أن القارة العجوز تواجه تحديات كبيرة تشمل التراجع التكنولوجي والانقسامات السياسية.
في سياق متصل، رصدت وكالة الصحافة الفرنسية أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض مجددًا قد تحمل تهديدًا ملموسًا للاقتصاد العالمي، لا سيما في ظل احتمال اندلاع حروب تجارية جديدة جراء سياساته الحمائية. وأشار التقرير إلى أن ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى (2017-2021)، لجأ مرارًا إلى فرض رسوم جمركية عقابية في النزاعات التجارية.
في حملته الانتخابية لعام 2024، تعهد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 60%، بالإضافة إلى فرض رسوم إضافية نسبتها 10% على السلع القادمة من دول أخرى.
وذكر التقرير أيضًا دراسة لشركة “رولاند برغر” الاستشارية، التي توقعت أن تصل تكلفة الإجراءات الانتقامية المحتملة من بكين وبروكسل إلى 533 مليار دولار على اقتصاد الاتحاد الأوروبي و749 مليار دولار على الولايات المتحدة، بينما ستسجل الصين تكلفة قدرها 827 مليار دولار.
وأضافت دراسة من كلية لندن للاقتصاد أن فرض رسوم واسعة النطاق قد يؤدي إلى تقليص الناتج الاقتصادي العالمي بنحو 0.75% وتراجع التجارة العالمية بنحو 3% بحلول نهاية العقد.