شكل موضوع “تاريخ الشعر، تاريخ الإنسانية” محور لقاء نظم مساء الجمعة بدار الثقافة الوحدة بالداخلة، وذلك بمبادرة من نادي روتاري الداخلة.
كما شكل هذا اللقاء الذي استضاف الفنان والشاعر قيس بن يحيى، فرصة لاستكشاف الشعر باعتباره فنا عالميا قادرا على تجاوز العصور والثقافات ليلامس أعماق الروح الإنسانية.
وبهذه المناسبة، قدم السيد قيس بن يحيى، المكلف أيضا بمهمة بالديوان الملكي، عرضا استعرض فيه تاريخ وكرونولوجيا تطور الشعر من العصور الوسطى إلى القرن العشرين.
وفي هذا الصدد، أوضح أنه في القرن العشرين، تعاقبت أربعة اتجاهات شعرية ويتعلق الأمر بشعر ما قبل الحرب، والشعر الملتزم، والشعر السريالي، وشعر الحياة اليومية.
وفي السياق ذاته، أوضح الأديب قيس بن يحيى أن شعر ما قبل الحرب يعبر عن الإعجاب بالعالم الحديث في حين أن السريالية تفتح أبواب الشعر على الأحلام والصدف، مضيفا أن الشعر الملتزم يضع الفن في خدمة المقاومة، بينما يعبر الشعر اليومي عن الارتباط بالثقافة الشعبية.
وقال إننا في الشعر العربي الكلاسيكي نميز بين النظم والنثر، في حين أن للشعر الجاهلي طقوسه الخاصة المميزة له.
وأوضح أنه خلال العصر الأموي ظهرت أغراض شعرية عديدة منها شعر الغزل، بينما تميز العصر العباسي على الخصوص بالقصيدة الخمرية التي ازدهرت بشكل كبير.
من ناحية أخرى، توقف قيس بن يحيى عند ابن الياسمين، وهو عالم رياضيات ينتمي إلى القرن الثاني عشر والذي نظم خوارزميات الخوارزمي في قصيدة تعليمية اسمها “الياسمينية”، مذكرا بأن محمد بن موسى الخوارزمي ورائد الذكاء الاصطناعي، عالم الرياضيات، آلان تورينغ، يعتبران شخصيتين بارزتين في مجال الخوارزميات والذكاء الاصطناعي.
واعتبر أن العلم والشعر يجتمعان في رؤيتهما للعالم، من خلال إبراز جمال الطبيعة وغموض الكون، مشيراً إلى أن “الشعراء والعلماء يبحثون عن الحقيقة ويكشفون النقاب عن ما لا يراه البعض”.
من جانبه، أكد رئيس نادي روتاري الداخلة، داهي أهل الخطاط، أن هذا اللقاء الشعري يهدف إلى أن يكون لحظة فريدة ودعوة لإعادة اكتشاف سلطة الكلمة وجمالها الخالد ودورها في نقل العواطف والقصص الإنسانية.
وأعقبت هذا اللقاء، الذي عرف حضور شخصيات بارزة من مختلف المشارب، جلسة توقيع لأحدث ديوان شعري لقيس بن يحيى بعنوان “Patch-words II :L’amour en vers” (كلمات متناثرة II : الحب في الشعر)، والذي يستكشف الأبعاد الأكثر كونية للتجربة الإنسانية والحب والذاكرة والبحث عن المعنى.