جريدة

تزايد التوترات الطائفية في سوريا: اشتباكات وحوادث دموية في جرمانا

ميديا أونكيت 24

شهدت بلدة جرمانا، ذات الغالبية الدرزية قرب العاصمة دمشق، أحداثاً ساخنة بعد هجوم لمجموعات مسلحة سنية غاضبة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 شخصاً. الحادثة، التي أُقيمت على خلفية تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي، شهدت ظهور مسلح ملثم يحمل سيفاً طويلاً، حيث دعا إلى اتخاذ موقف عدائي تجاه صاحب التسجيل الذي أساء للنبي محمد، واصفاً إياه بأنه “عدو الله”.

فيما لم تُحدد الجهات المسؤولة التي ينتمي إليها المسلح الملثم، أشارت وزارة الداخلية السورية إلى أنها تحقق في مصدر التسجيل الصوتي، داعيةً المواطنين إلى الحفاظ على النظام والامتناع عن أي تصرفات قد تهدد الأمن العام.

تُذكر هذه الحادثة بصدمات الطائفية التي شهدتها سوريا في الأشهر الماضية، وخصوصاً المجازر التي طالت المدنيين العلويين في الساحل السوري، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص. ومع تصاعد العنف الطائفي، تزايدت المخاوف بين الأقليات الدينية، ومعها القلق من تقسيم البلاد بناءً على الطائفة.

على صعيد آخر، عادت الأصوات الداعية إلى التقسيم للتصاعد في الشمال السوري، خاصة بعد ما أعلنته قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من اتفاق مع النظام السوري يشمل دمج الميليشيا الكردية، إلا أن الشكوك حول مستقبل هذا الاتفاق زادت بعد اجتماع الأحزاب الكردية الأخيرة في القامشلي.

ومع تزايد الضغوط من جميع الاتجاهات، تمثل الطائفة الدرزية تحدياً خاصاً لحكومة الشرع، حيث تتراوح مواقفهم ما بين الحوار مع النظام والدعوة للانفصال. وفي سياق مماثل، برز رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السابق، مجددًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معلنًا عن تشكيل فصيل مسلح لحماية المناطق العلوية.

بينما تتعقد الأوضاع، يبقى السؤال الأهم مطروحاً: هل ستتمكن الحكومة من إعادة الهدوء إلى البلاد وضمان الوحدة بين مختلف الطوائف، أم أن سوريا تسير نحو مواجهات مؤلمة.