في تصعيد جديد للعنف، شهد قطاع غزة مجزرة مروعة راح ضحيتها 63 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، خلال ساعاتٍ فقط من القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق متفرقة من القطاع المحاصر. جاء ذلك وفق ما أفادت به مصادر طبية وإعلام فلسطيني صباح اليوم الخميس (3 يوليوز 2025).
مجزرة عند نقاط المساعدات الإنسانية
أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” بأن من بين الضحايا 28 مواطناً استشهدوا برصاص القوات الإسرائيلية أثناء انتظارهم لتوزيع المساعدات الإنسانية في مناطق وسط وجنوب القطاع. وتكرر هذه الجرائم رغم تحذيرات المنظمات الدولية من استهداف المدنيين العزل الذين يعانون أصلاً من حصار خانق وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
قصف المدارس وخيام النازحين
ولم تكتفِ الآلة العسكرية الإسرائيلية بذلك، بل ارتكبت مجزرة جديدة بقصفها مدرسة “مصطفى حافظ” غرب مدينة غزة، والتي تؤوي مئات النازحين الذين فروا من ديارهم بسبب الحرب. وأسفر الهجوم عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم عائلات كاملة، ما يضيف جريمة جديدة إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين.
كما استهدف القصف الإسرائيلي خيمة للنازحين في منطقة “مواصي خان يونس”، مما أدى إلى استشهاد ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 50 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. وفي محيط “محور نتساريم” جنوب غزة، قُتل ستة مواطنين بينما كانوا ينتظرون وصول المساعدات الغذائية، في مشهد يُجسد المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
استهداف متواصل للمدنيين
واصلت القوات الإسرائيلية عدوانها على المناطق الآهلة بالسكان، حيث استشهد ثلاثة مواطنين بقذيفة مدفعية أُطلقت على دوار “بيت لاهيا الغربي”، بينما وصل قتيل وثلاثة مصابين إلى مستشفى السرايا الميداني بعد استهدافهم بقصف إسرائيلي قرب “رعاية جباليا” شمالي غزة. كما سقط ثلاثة شهداء آخرين في قصفٍ استهدف خيام النازحين في “حارة المجايدة” بمواصي خان يونس.
تداعيات إنسانية كارثية
هذه المجازر تأتي في ظل تدهور حاد للأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني مواطن من نقص حاد في الغذاء والدواء والكهرباء، وسط صمتٍ دوليٍ مطبقٍ وتواطؤٍ من قبل بعض الأنظمة العربية. وتُظهر الأحداث الأخيرة أن القوات الإسرائيلية تواصل سياسة العقاب الجماعي ضد المدنيين، دون أي اعتبار للقوانين الدولية أو حقوق الإنسان.