الرئاسة الروحية للدروز في السويداء تطالب بحماية دولية عاجلة وتندّد بالتدخلات الأمنية الخارجية
الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز بياناً جديداً، اليوم، حذّرت فيه من تدهور الأوضاع الأمنية في محافظة السويداء، وشددت على رفضها القاطع لأي تدخل أمني خارجي، خاصة من جهات مثل “الأمن العام” و”هيئة تحرير الشام”، التي اتهمتها بقصف قرى حدودية وتقديم الدعم العسكري لميليشيات مسلحة.
رفض التدخلات الأمنية واتهامات بالتواطؤ
جاء في البيان أن عناصر من هذه الجهات دخلوا الحدود الإدارية لمحافظة السويداء ليلاً تحت ذريعة “تأمين الحماية”، لكنهم – وفقاً للبيان – “قاموا بقصف قرى مأهولة بالسكان المدنيين باستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران المسيّر”، كما قدّموا دعماً لوجستياً وعسكرياً لما وصفته الرئاسة بـ”العصابات التكفيرية”.
وأكدت الرئاسة الروحية أن هذه الأعمال تمثل “اعتداءً مباشراً على أهلنا وأرضنا”، محمّلةً جميع الأطراف المشاركة في هذه العمليات المسؤولية الكاملة، سواءً عبر القتال المباشر أو التسهيلات اللوجستية أو التغطية السياسية. كما حذّرت من أي محاولات لفرض وجود أمني أو عسكري في مناطق الطائفة تحت أي مبرر.
نداء عاجل للحماية الدولية
في ظل تصاعد العنف وتزايد المخاوف على المدنيين، جدّدت الرئاسة الروحية دعوتها للمجتمع الدولي للتدخل العاجل “لحماية أهالي السويداء وحقن دماء الأبرياء”، مشيرةً إلى أن استمرار الاشتباكات والعنف يهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي في منطقة جبل العرب.
وكانت الرئاسة قد أصدرت بيانات سابقة حذّرت فيها من انهيار الأمن في المحافظة، ودعت إلى إجراءات دولية فورية لوقف التصعيد، لكن البيان الجديد يُعتبر الأكثر حدة في رفضه للتدخلات الخارجية ووصفها بـ”العدوانية”.
تأثيرات الأزمة على السويداء
تشهد محافظة السويداء، المعروفة بتركيبتها الاجتماعية المتنوعة وأغلبية درزية، توترات متصاعدة في الأشهر الأخيرة، مع تزايد الاشتباكات بين فصائل مسلحة وقوات محلية، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات وتدمير البنية التحتية في بعض القرى الحدودية.
يأتي هذا البيان في وقتٍ تُثير فيه التحركات العسكرية حول السويداء مخاوف من تحوّلها إلى ساحة صراع جديدة، خاصة مع وجود مصالح متضاربة للقوى الإقليمية والمحلية. وتخشى الطائفة الدرزية من أن تؤدي هذه الاشتباكات إلى تغيير ديموغرافي أو أمني يُضعف وجودها التاريخي في المنطقة.