في خطوة تُعزز مكانة المغرب كقطب صناعي رائد في إفريقيا، دشّن رئيس الحكومة عزيز أخنوش مشروع توسعة مصنع مجموعة “ستيلانتيس” بمدينة القنيطرة، والذي يُتوقع أن يرفع الطاقة الإنتاجية السنوية إلى مليون مركبة بحلول عام 2030. جاء ذلك خلال حفل افتتاحي أمس الأربعاء، حيث أكد أخنوش أن هذا المشروع سيرسخ موقع المملكة كمنصة استراتيجية للاستثمار في التنقل المستدام والمركبات الكهربائية وسلاسل التوريد المبتكرة.
أوضح رئيس الحكومة أن المشروع، الذي تبلغ قيمته الاستثمارية 1.2 مليار يورو (بما فيها 702 مليون يورو موجهة للموردين المحليين)، سيمكن من مضاعفة طاقة الإنتاج مع تحقيق معدل اندماج محلي مستهدف بنسبة 75% بحلول 2030. كما سيساهم في خلق 3100 فرصة عمل مباشرة، خاصة لفائدة شباب المنطقة، مما يعكس التزام الحكومة بأهداف خارطة طريق قطاع التشغيل.
أبرز أخنوش أن التوسعة تعكس رؤية “ميثاق الاستثمار الجديد” والسياسات الصناعية للمملكة تحت قيادة الملك محمد السادس، مشيرًا إلى أنها ستعزز الارتقاء بالإنتاج الوطني وتطوير نسيج اقتصادي تنافسي. كما ستُعزز مكانة المغرب في السلسلة العالمية لصناعة المركبات الكهربائية، عبر زيادة إنتاجها وتطوير بنى تحتية لمحطات الشحن.
ذكر رئيس الحكومة أن هذا الإنجاز هو ثمرة شراكة استراتيجية بين المغرب و”ستيلانتيس”، التي انطلقت عام 2015 بتوقيع مذكرة تفاهم تحت الرعاية الملكية، وتجسدت عام 2019 بافتتاح المصنع. وأكد أن المشروع يُعد نموذجًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، ويعكس دينامية الصناعة المغربية القائمة على الابتكار والجاذبية الاستثمارية.
بهذه التوسعة، يؤكد المغرب مجددًا على قدرته على جذب استثمارات كبرى في قطاعات صناعية متطورة، مع التركيز على التنمية المحلية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر. يُنتظر أن يُسهم المشروع في تعزيز الصادرات الصناعية وتوفير فرص العمل، مما يجعله ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الاقتصادية للمملكة.