جريدة

الشرع : وساطة أمريكية وعربية وتركية منعت تصعيدًا خطيرًا في سوريا

ميديا أونكيت 24

 كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن تدخل وساطة دولية وإقليمية أوقفت تصعيدًا محتملًا عقب استهداف إسرائيلي موسع لمنشآت مدنية وحكومية في دمشق والسويداء. جاء ذلك خلال كلمة تلفزيونية بثتها القناة الإخبارية السورية فجر الخميس، حيث أشاد بدور الوساطة الأمريكية والعربية والتركية في “إنقاذ المنطقة من مصير مجهول”.

أكد الشرع أن سوريا واجهت استهدافًا ممنهجًا من “الكيان الإسرائيلي” موجّهًا ضد البنية التحتية والاستقرار، في محاولة لتقويض جهود الدولة لإعادة الأمن إلى مناطق مثل السويداء، التي شهدت مؤخرًا عمليات ضد “الفصائل الخارجة عن القانون”. وأشار إلى أن هذه الضربات دفعت الأمور نحو حافة الهاوية، قبل أن تتدخل الوساطة الثلاثية لاحتواء الأزمة.

وضع الرئيس السوري المشهد أمام خيارين: الأول هو الانجرار إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل، بما يعرّض أمن الدروز والمنطقة للخطر، والثاني هو تفادي التصعيد عبر الحوار الداخلي وتعزيز المصلحة الوطنية. واختارت سوريا – بحسب الشرع – الطريق الثاني، معتبرة أن “العدوان الإسرائيلي” يهدف إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة، خاصة في مناطق ذات تركيز درزي مثل السويداء.

كشف الشرع عن خطة جديدة لتكليف “فصائل محلية” ومشايخ دروز بحفظ الأمن في السويداء، بهدف تجنب انزلاق البلاد إلى صراع جديد. وأكد أن هذا القرار يأتي لحماية الوحدة الوطنية وتركيز الجهود على التعافي من آثار الحرب الأهلية والأزمات الاقتصادية. كما وعد بمحاسبة كل من يتعدى على حقوق الدروز أو يستغل الأوضاع لأجندات خارجية.

اختتم الشرع كلمته برسالة قوية: “لسنا ممن يخشون الحرب، لكننا نقدم مصلحة السوريين على كل شيء”. وشدد على أن سوريا لن تسمح بتقسيم مجتمعها أو جرّها إلى حرب جديدة، معتبرًا أن الحل الأفضل كان بالحكمة والوساطة، وليس بالمواجهة العسكرية.

يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه السويداء احتجاجات متقطعة بسبب الأوضاع المعيشية، بينما تتهم دمشق إسرائيل باستغلال الأوضاع لضرب الاستقرار. الوساطة المذكورة، التي ضمت أطرافًا متناقضة مثل أمريكا وتركيا، تثير تساؤلات حول طبيعة التفاهمات السرية التي قد تكون حدثت لاحتواء الأزمة، في ظل صمت رسمي من الأطراف المشاركة في الوساطة.

يبدو أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من التوازنات الهشة، حيث تتداخل الأجندات الدولية مع الصراعات المحلية، فيما تحاول سوريا تفادي انفجار جديد قد يعيدها إلى مربع العنف.