أعلنت تايلاند فرض الأحكام العرفية في ثماني مقاطعات حدودية بعد تعرضها لقصف بصواريخ “غراد” من قبل الجيش الكمبودي. جاء هذا القرار كرد فعل عسكري وقائي لاحتواء الموقف المتدهور على الحدود، والذي يهدد باندلاع مواجهات أوسع في المنطقة.
وفقًا للبيانات الرسمية، أطلقت القوات الكمبودية عددًا من صواريخ “غراد” باتجاه المناطق التايلاندية الحدودية، مما أدى إلى إصابة مواقع عسكرية ومناطق مدنية، وإن لم تُعلن أي خسائر بشرية حتى الآن. وعلى إثر ذلك، قام الجيش التايلاندي بتنشيط حالة الطوارئ، معززًا وجوده العسكري في المقاطعات المتضررة، وهي:
سيساكيت
بوريرام
سورين
أوبون راتشاثاني
سي سا كيت
نونغ خاي
نونغ بوا لامفو
مقاطعات أخرى مجاورة للحدود
وقال المتحدث باسم الجيش التايلاندي إن فرض الأحكام العرفية يهدف إلى “ضبط الأمن ومنع أي اختراقات أو هجمات مفاجئة”، مؤكدًا أن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى.
خلفية التوترات بين البلدين
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها الحدود التايلاندية-الكمبودية مواجهات عسكرية، حيث يتجدد النزاع بين البلدين بين الحين والآخر بسبب النزاعات الحدودية، خاصة حول منطقة معبد برياه فيهير المتنازع عليه، والذي شهد اشتباكات مسلحة في السنوات الماضية.
كما تتهم تايلاند كمبوديا بدعم جماعات معارضة، بينما تتهم كمبوديا تايلاند بانتهاكات حدودية متكررة. ولم يصدر عن الجانب الكمبودي أي بيان رسمي يوضح دوافع الهجوم الأخير، مما يزيد من حدة التكهنات حول احتمالية تصاعد الأزمة.
أعربت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري، داعية الطرفين إلى “ضبط النفس والحوار السلمي”. ومن المتوقع أن تعقد المنظمة جلسة طارئة لبحث الأزمة.
من جهتها، دعت الولايات المتحدة والصين، كقوى إقليمية مؤثرة، إلى تهدئة التوترات، معبرتين عن استعدادهما لمساعدة الطرفين في حال طُلب منهما الوساطة.
مع استمرار انتشار القوات التايلاندية في المناطق الحدودية، يبقى السؤال: هل ستتطور المواجهة إلى حرب مفتوحة، أم سيسود الأمر إلى مفاوضات دبلوماسية؟
يُذكر أن فرض الأحكام العرفية يعني تقييد حركة المدنيين، وتعزيز الرقابة الأمنية، وإمكانية تنفيذ عمليات عسكرية فورية، مما يزيد من مخاوف السكان المحليين من تصاعد العنف.
الأزمة الحالية بين تايلاند وكمبوديا تفتح ملفًا قديمًا من النزاعات غير المحسومة، وتُظهر هشاشة الاستقرار في المنطقة. العالم الآن يترقب، والكرة في ملعب الدبلوماسية قبل فوات الأوان.