جريدة

الجديدة :لقاء تواصلي حول الحماية القانونية والاجتماعية للمراسلين الصحفيين

ميديا اونكيت القرفي مصطفى

 

شهد إقليم الجديدة تنظيم لقاء تواصلي ناجح بكل المقاييس، دعت إليه نقابة الصحافيين، وخصصته لموضوع الحماية القانونية والاجتماعية للمراسلين الصحفيين المعتمدين. اللقاء الذي حضره عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية، شكل مناسبة فريدة لمناقشة الإكراهات التي تواجه المراسل الصحفي، وتحديد سبل حمايته وتمكينه من أداء مهامه في ظروف تحفظ كرامته ومهنيته.

وقد تميز اللقاء بحضور نوعي يعكس حجم الاهتمام الذي يحظى به موضوع حماية المراسلين الصحفيين، خاصة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يعرفها الحقل الإعلامي. كما عبّر المشاركون عن ارتياحهم للأجواء التي مرّ فيها النقاش، والتي تميزت بالجدية والمسؤولية، ووضعت اليد على مكامن الخلل في التعاطي مع وضعية المراسلين على المستويين القانوني والاجتماعي.

ركزت نقابة الصحافيين بإقليم الجديدة، خلال هذا اللقاء، على ضرورة وضع إطار قانوني واضح يضمن الحماية المهنية للمراسل، ويصون حقوقه في التغطية والوصول إلى المعلومة، مع ما يقتضيه ذلك من احترام لحرية الصحافة والتعددية الإعلامية. وتم التأكيد على أن المراسل ليس “هاويًا”، بل فاعل إعلامي أساسي في نقل الأخبار من قلب الحدث إلى الرأي العام، مع اخضاعه لمسطرة التأديب في حال اخلاله لمقتضيات ميثاق اخلاقيات مهنة الصحافة.

كما شددت التدخلات على أن المراسل الصحفي غالبًا ما يشتغل في الخطوط الأمامية، ويتعرض أحيانًا للمضايقات والتهديدات خلال مزاولة مهامه. وهو ما يجعل من الضروري تسريع اعتماد آليات حماية فعالة، تشمل التغطية الاجتماعية، التأمين الصحي، وتيسير ولوجه إلى التكوين المستمر، دون إقصاء أو تهميش.

اللجنة المكلفة بصياغة البيان الختامي لازالت تواصل عملها في هذه الأثناء، من أجل بلورة توصيات عملية قابلة للتفعيل، تتضمن مطالب المراسلين بخصوص الاعتراف المهني، ومنح الصفة القانونية لمزاولي المراسلة وفق معايير مهنية واضحة، وإشراكهم في القرارات التي تهم مستقبل الصحافة المحلية.

واختتم اللقاء برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله، عرب فيها المشاركون عن تجندهم وراء عاهل البلاد، ودفاعهم المستميت عن حرية التعبير والصحافة المسؤولة، بما يساهم في بناء مغرب ديمقراطي حديث قائم على مبادئ الحق والقانون.

وقد وعدت نقابة الصحافيين، في ختام اللقاء، بتنظيم المزيد من المحطات التواصلية والتكوينية التي تستهدف تقوية قدرات المراسلين الصحفيين، والدفاع عن مصالحهم المشروعة، في أفق خلق إطار تنظيمي يحفظ كرامة المهنة ويعيد الاعتبار لدورها الحيوي في المجتمع.

وفي الختام، حرصت النقابة الصحافيين على أن كرامة المراسل الصحفي خط أحمر، وأن أي إصلاح حقيقي للإعلام لا يستقيم دون حمايته من كل أشكال التهجم والتضييق. فالمراسل هو عين المجتمع وصوته، وحمايته حماية للحقيقة ولحق المواطن في إعلام مهني حر ومسؤول.