تواصل أسعار لحوم الدجاج في مدينة الناظور تسجيل مستويات قياسية، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد عتبة 24 درهماً في العديد من الأسواق والأحياء. هذا الارتفاع المفاجئ أثار موجة استياء واسعة بين المواطنين، الذين يعانون أصلاً من تدهور قدرتهم الشرائية بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية، مما يطرح تساؤلات جديدة حول قدرة السوق الوطنية على امتصاص صدمات الأسعار خلال فترات الذروة.
يرجّح عدد من المهنيين في القطاع أن هذا الارتفاع مرتبط بعوامل موسمية، أبرزها زيادة الطلب خلال فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مما يؤثر على وتيرة الإنتاج ويزيد من تكاليف التخزين والنقل. إلا أن هذه التفسيرات لا تبدو مقنعة للعديد من المستهلكين، الذين يعتبرون أن الارتفاع الحالي يفوق الحدود المعقولة، خاصة في ظل غياب سياسات فعالة لضبط الأسعار وحماية القوة الشرائية للأسر.
وإذا كان الدجاج يُعتبر تقليدياً البديل الأكثر يسراً مقارنة باللحوم الحمراء، فإن ارتفاع أسعاره يضيف عبئاً جديداً على كاهل الفئات المتوسطة والضعيفة، التي تجد نفسها عاجزة عن توفير احتياجاتها الغذائية الأساسية. فمع استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وتراجع القدرة الشرائية، تتحول الأزمة إلى معضلة يومية تهدد الأمن الغذائي للعديد من الأسر.
في ظل غياب مؤشرات تدل على انفراج قريب، يزداد قلق المواطنين من استمرار ارتفاع الأسعار دون أي تدخل حكومي فعّال لمراقبة السوق. فالمستهلكون يطالبون الجهات المسؤولة بالتحرك العاجل لضبط سلاسل الإنتاج والتوزيع، ومحاربة المضاربات التي تستفيد من الأزمات لتحقيق أرباح غير مبررة.
كما يُلاحظ غياب شفافية المعلومات حول أسباب هذا الارتفاع، مما يزيد من حدة التخوفات من استمرار موجة الغلاء في الأشهر المقبلة. وفي ظل عدم وجود بدائل غذائية بأسعار معقولة، يجد المواطنون أنفسهم أمام خيارات محدودة، تزيد من تفاقم الأعباء المعيشية.