جريدة

رحلة قطار طنجة-فاس تتحول إلى كابوس للركاب بسبب عطل مفاجئ

ميدياأونكيت 24

طنجة – تحولت رحلة قطار بين مدينتي طنجة وفاس مساء يوم الثلاثاء 12 غشت إلى محنة حقيقية للركاب، بعد توقف القطار فجأة قرب مدينة أصيلة بسبب عطل تقني، تاركاً المسافرين في ظروف صعبة لساعات وسط ظلام دامس وتهوية متقطعة، مما أدى إلى انتشار حالات هلع واختناق بينهم.

انطلق القطار من محطة طنجة على الساعة السابعة وعشر دقائق مساءً، لكنه توقف بعد فترة قصيرة بسبب عطل تقني غير متوقع. وفقاً لشهادات ركاب اتصلوا بـ”طنجة7″، وجد المسافرون أنفسهم محاصرين داخل عربات مظلمة مع انعدام شبه كامل للتهوية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في تلك الليلة.

سادت حالة من الذعر بين الركاب، حيث عانى العديد منهم من ضيق في التنفس، بينما كاد الوضع يتطور إلى كارثة صحية، لولا تدخل الأمن الوطني والوقاية المدنية، الذين قدموا الإسعافات الأولية للمتضررين. كما أظهر بعض المسافرين تضامناً لافتاً، حيث قاموا بتوزيع مياه الشرب على المحتاجين ودعم بعضهم البعض حتى انتهاء الأزمة.

ثلاث ساعات من المعاناة
استمر العطل قرابة ثلاث ساعات ونصف، حاول خلالها المسؤولون إصلاح الخلل تحت ضغط الركاب الذين وصفوا الموقف بـ”العذاب الحقيقي”. وبعد جهود متواصلة، تم إصلاح العطب، ليكمل القطار رحلته متأخراً، تاركاً خلفه ذكريات مرعبة لمن كانوا على متنه.

أعرب الركاب عن استيائهم من التأخير وغياب الإجراءات السريعة لضمان راحتهم، مطالبين الشركة المشغلة للقطارات بتحسين خدمات الطوارئ وتوفير صيانة دورية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث. كما طالبوا بفتح تحقيق لمعرفة أسباب العطل المطول والإجراءات المتخذة أثناء الأزمة.

هذا الحادث يسلط الضوء مرة أخرى على تحديات النقل بالسكك الحديدية في المغرب، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على القطارات كوسيلة نقل أساسية بين المدن. ويتساءل الكثيرون عن مدى جاهزية البنية التحتية والخدمات الطارئة للتعامل مع مثل هذه المواقف، خاصة في أوقات الذروة أو خلال فصل الصيف عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة.

ختاماً، بينما نجت هذه الرحلة من تحولها إلى مأساة بفضل جهود الركاب والفرق التدخلية، تبقى الحادثة جرس إنذار للمسؤولين لمراجعة بروتوكولات الأمان والصيانة، حتى لا تتكرر مشاهد المعاناة التي عاشها مسافرو قطار طنجة-فاس في تلك الليلة العصيبة.