جريدة

نتنياهو ومهمة ‘إسرائيل الكبرى’… رؤية توسعية أم حلم أيديولوجي؟”

جريدة أصوات

 

 وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، مؤكداً ارتباطه برؤية “إسرائيل الكبرى”، وهي العبارة التي تحمل دلالاتٍ توسعية تعود إلى حقبة ما بعد حرب 1967. فما هي أبعاد هذه الرؤية، وهل تعكس سياسات إسرائيل الحالية؟

النص:
خلال مقابلة مع قناة “آي 24” العبرية، كرر نتنياهو خطاباً أيديولوجياً يربط بين المشروع الصهيوني والقداسة الدينية، معتبراً دوره جزءاً من “مهمة أجيال” لتحقيق ما وصفه بـ”إسرائيل الكبرى”. وفقاً لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، تشمل هذه الرؤية مناطق تتجاوز حدود 1948، مثل الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر، بما فيها مرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء.

جذور الفكرة وتوظيفها السياسي:
مصطلح “إسرائيل الكبرى” ظهر بعد حرب 1967، عندما سيطرت إسرائيل على أراضٍ عربية شاسعة. ورغم انسحابها من سيناء لاحقاً، إلا أن التطلعات التوسعية بقيت حاضرة في الخطاب اليميني الإسرائيلي. اليوم، يعيد نتنياهو إحياء هذا المصطلح في سياقٍ يتزامن مع التوسع الاستيطاني المتسارع في الضفة الغربية ومحاولات ضم القدس الشرقية.

تأثيرات الخطاب على الصراع:
تصريحات نتنياهو تأتي في وقتٍ تشهد فيه المنطقة مفاوضاتٍ غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، وسط تحذيرات من تصعيدٍ جديد. الخطب الأيديولوجية كهذه لا تعقّد عملية السلام فحسب، بل تُغذي مخاوف الفلسطينيين والعرب من أن إسرائيل تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض أمرٍ واقعٍ توسعي.

ردود الفعل المتوقعة:
من المتوقع أن تثير هذه التصريحات إدانةً عربيةً ودوليةً، خاصةً أنها تُظهر تناقضاً صارخاً مع المزاعم الإسرائيلية بـ”الدفاع عن النفس”. كما قد تعزز موقف الحركات المقاومة، مثل حماس، التي تُحذر منذ سنوات من الأجندة التوسعية للاحتلال.

بينما يقدم نتنياهو رؤيته على أنها “مهمة روحية”، يرى مراقبون أنها استمرارٌ لمشروع استعماري يستهدف الأرض الفلسطينية وجوارها العربي. السؤال الأبرز الآن: هل العالم سيتعامل مع هذه الخطابات كمجرد دعاية انتخابية، أم كخطرٍ حقيقيٍ على استقرار المنطقة؟