جريدة

دراسة تحذر: قلة شرب الماء تزيد استجابة الجسم للضغط النفسي بنسبة 50%

ميديا أونكيت 24

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة “علم وظائف الأعضاء التطبيقية” (Journal of Applied Physiology)، عن وجود صلة مقلقة بين قلة استهلاك السوائل وزيادة الاستجابة للضغط النفسي، مما يفتح الباب أمام فهم أعمق لكيفية تأثير عاداتنا اليومية البسيطة على صحتنا على المدى الطويل.

وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يستهلكون أقل من 1.5 لتر من السوائل يوميًا، يسجلون استجابة لهرمون الكورتيزول تجاه الضغط النفسي تزيد بأكثر من 50% مقارنةً بمن يلتزمون بالكمية اليومية الموصى بها، والتي تبلغ حوالي 2 لتر للنساء و2.5 لتر للرجال.

 

أجرى الدراسة فريق من العلماء بجامعة ليفربول جون مورز في المملكة المتحدة، بقيادة البروفيسور نيل والش، أستاذ علم وظائف الأعضاء. أوضح البروفيسور والش أن “الكورتيزول هو الهرمون الرئيسي للضغط في الجسم، وتفاعله المفرط يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والاكتئاب”.

ولفهم هذه الآلية، قسم الباحثون مجموعة من الشباب الأصحاء إلى مجموعتين: مجموعة “قليلة السوائل” (تستهلك أقل من 1.5 لتر يوميًا) ومجموعة “كثيرة السوائل” (تلتزم بالتوصيات اليومية). تمت مطابقة المجموعتين بعناية في عوامل أخرى مؤثرة مثل السمات النفسية وجودة النوم.

بعد أسبوع من الحفاظ على عادات الشرب المعتادة، خضع المشاركون لاختبار ضغط نفسي قياسي يتضمن مقابلة عمل وهمية واختبارًا حسابيًا صعبًا.

نتائج صادمة: نفس الشعور بالقلق، لكن استجابة بيولوجية مختلفة

كانت النتائج لافتة للنظر، كما يشرح الدكتور دانيال كاشي، عضو فريق الدراسة: “شعرت المجموعتان بالقلق والتوتر بشكل متساوٍ، وزاد معدل ضربات القلب لديهما بالمقدار نفسه أثناء الاختبار. لكن الفارق الوحيد والمهم كان في الاستجابة الهرمونية؛ فمجموعة ‘قليلة السوائل’ فقط هي من أظهرت زيادة ملحوظة وحادة في مستوى الكورتيزول استجابة للضغط”.

وأضاف كاشي: “على الرغم من أنهم لم يشعروا بالعطش أكثر من غيرهم، إلا أن علامات الجفاف كانت واضحة في بولهم الذي كان داكنًا ومركزًا. وهذا يثبت أن قلة الترطيب، حتى دون شعور بالعطش، ترتبط باستجابة ضغط أعلى، مما قد يعرض الصحة للخطر على المدى الطويل”.

 

يكمن التفسير في هرمون آخر يسمى “فازوبرسين” (Vasopressin). عند جفاف الجسم، يُفرز هذا الهرمون لمساعدة الكلى على الاحتفاظ بالماء والحفاظ على توازن السوائل. ومع ذلك، فإن لهذا الهرمون دورًا مزدوجًا؛ فهو ينشط أيضًا مركز استجابة الضغط في الدماغ، مما يحفز بدوره الغدة النخامية على إفراز المزيد من الكورتيزول، مما يخلق حلقة مترابطة بين الجفاف والتوتر.

 

يؤكد الباحثون أن هذه النتائج تدعم بشدة التوصيات الصحية الحالية بشتراب كميات كافية من الماء. ويقدم الدكتور كاشي نصيحة بسيطة: “طريقة عملية للتحقق من مستوى ترطيبك هي مراقبة لون البول. فالبول الأصفر الفاتح يشير إلى ترطيب جيد، بينما اللون الداكن ينذر بالخطر”.

ويختم كاشي بتقديم نصيحة قيمة: “إذا كنت تعلم أنك مقبل على يوم مرهق، أو لديك موعد نهائي مهم، أو عرض تقديمي، فإن إبقاء زجاجة ماء قريبة منك ليس مجرد عادة صحية بسيطة، بل可能是 استثمار حقيقي في صحتك النفسية والجسدية على المدى الطويل”.