جريدة

الوداد البيضاوي: نحو إستعادتة التوازن والعودة إلى مسار التتويج

ميديا أونكيت 24

 

 

 قلة من الأندية تمتلك القدرة على تجديد ذاتها باستمرار والتكيف مع التحديات، والوداد الرياضي أحد هذه الأندية الاستثنائية. بعد موسم متذبذب على المستوى المحلي والقاري، يبدو أن النادي الأحمر يسير بخطى ثابتة نحو استعادة توازنه ومكانته التاريخية.

 

عانى الوداد، أحد عمالقة الكرة المغربية والإفريقية، خلال الموسمين الماضيين من مرحلة انتقالية صعبة، تساءل خلالها الجميع عن جدوى التغييرات التي طالت الفريق. لكن الفلسفة التي طالما حكمت النادي – “لا مجال للاستسلام” – عادت لتثبت وجودها في اللحظات الحاسمة.

على الصعيد القاري، استطاع الفريق أن يعيد اكتشاف نفسه من بوابة كأس الكونفيدرالية الإفريقية، بعد أن اعتاد المشاركة في دوري أبطال إفريقيا. هذا التحول لم يكن مجرد صدفة، بل نتيجة لعمل دؤوب بدأ يؤتي ثماره.

 

مع تولي المدرب المغربي محمد أمين بنهاشم المسؤولية التقنية خلفًا للجنوب إفريقي رولاني موكويينا، بدأ الفريق يستعيد تدريجيًا أسلوبه المميز. المشاركة القصيرة في كأس العالم للأندية – حيث وقع في مجموعة صعبة ضمت مانشستر سيتي ويوفنتوس – إلا أن الأداء قدم مؤشرات إيجابية تعزز الآمال بالمستقبل.

 

إدراكًا منها للحاجة إلى تجديد الدماء مع الحفاظ على الخبرة، قامت إدارة النادي بتعزيزات ذكية تجمع بين مخضرمين عرفوا طريق التتويج، وشباب موهوبين قادمين من أفضل الأكاديميات الإفريقية.

من العودة المثيرة لأمين أبو الفتح وزهير المترجي، إلى تجربة نور الدين أمرابط، وإضافة دماء شابة مثل محمد صامبو (18 سنة) من أكاديمية يونايتد السنغالية، وعبد الله كوليبالي (20 سنة) من أكاديمية ديربي في مالي. هذا بالإضافة إلى الثنائي الإفريقي ستيفان عزيز كي (بوركينا فاسو) وثيمبينكوسي لورش (جنوب إفريقي)، اللذين أظهرا مستوى مميزًا في مونديال الأندية.

 

الهدف واضح ولا يحتمل اللبس: العودة إلى منصات التتويج المحلية، واستعادة المكانة في المسابقات القارية، والتأهل مرة أخرى لدوري أبطال إفريقيا، المسابقة المفضلة لدى جماهير النادي.

وجود بنهاشم على رأس الجهاز التقني، إلى جانب هذه التعزيزات المدروسة، يرسل رسالة طمأنينة للجماهير بأن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح. الاستمرارية والانضباط والانسجام ستكون المفاتيح الرئيسية لتحقيق هذه الطموحات.

 

يخوض الوداد الموسم الجديد وهو يحمل في جعبته إرثًا تاريخيًا حافلاً: 22 لقبًا في البطولة الوطنية، و9 كؤوس للعرش، و3 ألقاب في دوري أبطال إفريقيا، بالإضافة إلى ألقاب عربية وإفريقية قارية أخرى. هذا التاريخ يضع مسؤولية كبيرة على عاتق اللاعبين الجدد والقدامى للارتقاء إلى مستوى التحدي.

بعزيمة قوية وتخطيط استراتيجي، يدخل “النادي الأحمر” معترك الموسم الجديد 2025-2026 مستعدًا لكتابة فصل جديد من فصول مجده، مؤكدًا مرة أخرى أنه أحد أعمدة كرة القدم المغربية والإفريقية.