جريدة

دراسة جديدة تحذر من مواد سامة في السجائر الإلكترونية تهدد صحة الرئة

ميديا أونكيت 24

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، عن خطر جديد يهدد صحة مستخدمي السجائر الإلكترونية، حيث اكتشفوا أن تسخين المكونات الأساسية لهذه السجائر قد يؤدي إلى تكوين مواد كيميائية سامة تضر بخلايا الرئة البشرية.

وأوضحت الدراسة التي نُشرت مؤخراً أن تسخين “بروبيلين غليكول” – المكون الرئيسي لمعظم سوائل السجائر الإلكترونية – يمكن أن يؤدي إلى تكوّن مادتي “ميثيل غليوكسال” و”أسيتالديهيد” السامتين. واستخدم الباحثون أنسجة مجرى الهواء البشري المزروعة في المختبر لدراسة تأثير هذه المواد على الخلايا.

كشفت النتائج أن كلا المادتين تعطّل الوظائف الخلوية الأساسية، مع تركيز خاص على “ميثيل غليوكسال” الذي أظهر سمية عالية حتى بتركيزات منخفضة. حيث تبيّن أن هذه المادة تتداخل مع عمل الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلايا، كما تضعف الهيكل الخلوي الذي يحافظ على شكل وقوة الخلايا.

قالت البروفيسور برو تالبوت، المعدة الرئيسية للدراسة: “هذه التغيرات التي لاحظناها في الخلايا تمثل علامات واضحة على الإجهاد والإصابة، وقد تؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد مع الاستمرار في استخدام السجائر الإلكترونية”.

من جانبه، أشار مان وونغ، الطالب الباحث والمعد الرئيسي للدراسة، إلى أن “أجهزة السجائر الإلكترونية منخفضة الطاقة، التي يُعتقد أنها أكثر أماناً، قد تنتج في الواقع مستويات أعلى من ميثيل غليوكسال”.

وأظهرت الدراسة أن التعرض القصير لهذه المواد الكيميائية يمكن أن يغير المسارات الخلوية المرتبطة بإنتاج الطاقة وإصلاح الحمض النووي والسلامة الهيكلية للخلايا. وحذر الباحثون من أن هذه التغيرات قد تساهم في إصابات الرئة على المدى الطويل.

وشدد وونغ على أن “جميع السجائر الإلكترونية تقريباً تستخدم بروبيلين غليكول، لذا فإن فهم كيفية تكوّن هذه النواتج الثانوية وتأثيرها على الخلايا أمر بالغ الأهمية لتقييم المخاطر الصحية طويلة المدى”.

واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن هذه النتائج تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإجراء المزيد من الأبحاث العلمية وتطوير تقييمات سلامة أكثر دقة لمنتجات السجائر الإلكترونية، مما يساهم في حماية صحة المستهلكين وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة.